د.شريف بن محمد الأتربي
يعاني العالم من ظهور كوارث وبائية أو بيئية تؤثر على خطط التنمية والتطوير التي تضعها الدول؛ سواء تلك المتقدمة، أو هذه الراغبة في التقدم، وحين تتفشى هذه الأوبئة أو تعم الكوارث يكون التعليم واحداً من ضحاياها، حيث يتأثر مجال التعليم سلباً وبشدة بهذه التغيرات وخاصة غير المتوقعة والتي تعيق استكمال العملية التعليمية وتؤثر على نتائجها سلباً.
وخلال الفترة الماضية ظهر على السطح برمجية جديدة استطاعت أن تكون ترند أو محور الحديث على كافة الأصعدة العالمية منها أو المحلية وهي برمجية ChatGpt.
وبداية وحسب قراءتي عنها في برمجية تعتمد على الذكاء الاصطناعي واستثماره في البيانات الضخمة لمساعدة الإنسان على أداء أعمال مطلوبة منه بحرفية تكاد تقترب من درجة الاتقان المطلق أو تحاكي ما قد يقوم به البشر أنفسهم، سواء في مجال الكتابة أو التأليف أو حتى المرافعة القانونية، وغيرها، وهنا سارع التربويون للتحذير من خطورة هذه البرمجية على التعليم وتأثيرها السلبي على المتعلمين وتحويلهم من منتجين إلى اتكالين سواء في حل الواجبات أو كتابة الأبحاث أو مسائل التفكير المعقدة.
وكتربوي ومعلم سابق أتفق على أن هذه البرمجية إن تركت بدون تقنين سيكون ضررها على التعليم بالغ الخطورة وسيكون التأثير فورياً وليس مؤجلاً، ولكن لكل مشكلة هناك حلول، فهذه البرمجية يمكن أن نستفيد منها في قطاع التعليم كداعم للمعلم في العملية التعليمية سواء داخل الفصل أو خارجه، على سبيل المثال هؤلاء الطلاب الذين يعانون من ضعف في مهارات القراءة والكتابة يمكن أن يلجأوا إلى هذه البرمجية لكتابة موضوعات مطلوبة منهم ومن ثم يقوم المعلم بالطلب منهم قراءة نصوصهم أو حلول واجباتهم أمام زملائهم، وأيضاً بالنسبة للأبحاث يتم استعراض الخطوات وتحليل النتائج أمام الجمهور.
إن هذه التقنية وإن ظهرت قدرتها على تجاوز قدرات البشر إلا أنها تظل من صنع البشر وتتغذى من عقولهم وإنتاجاتهم فالنهي عنها ومنعها ليس حلاً، بل تقنينها والاستفادة منها هو السبل الأصح للتعامل معها.