أثارت المشاريع العملاقة التي أطلقتها المملكة العربية السعودية حديث العالم, فهذه المشاريع تطبق مفاهيم جديدة وتقنيات حديثة يحركها الإبداع والابتكار لتنتج لنا حلولاً رائدة لم يرها العالم من قبل, فهذه المشاريع تخاطب المستقبل لصناعة التغيير وتحويل المشاكل والتحديات إلى فرص وحلول اقتصادية مستدامة تصنع مئات الآف من الفرص الوظيفية لأبناء المملكة وتساهم في الحركة الاقتصادية والتجارية في مختلف مناطق المملكة.
لم تقتصر هذه المشاريع على الالتزام بالاستدامة واستخدام الطاقة المتجددة فحسب بل ركزت على مفاهيم جديدة ومنها مثلاً السياحة التجديدية وهو مفهوم يتعدى السياحة المستدامة التي تضمن عدم الإضرار بالبيئة إلى مشاركة السائح في أنشطة تعزز من الحفاظ عليها كما تخاطب المستقبل بوقوده الجديدة عبر إنشاء أكبر مصنع للهيدروجين الأخضر في نيوم والذي ستقوم باستهلاكه محلياً وتصديره خارجياً على شكل أمونيا.
إن هذه المشاريع الطموحة والتي تعد في مقدمة مشاريع المستقبل هي فرصة سانحة للتعليم والتدريب للشباب السعوديين فهذه الطفرة التي نعيشها هي الفرصة الأفضل سواء للتدريب التعاوني أو التدريب المنتهي بالتوظيف أو أي طرق أخرى للتعليم على رأس العمل وخاصة من خلال الشركات العالمية المتخصصة التي تعمل كتحالفات والخبراء الدوليين الذين يعملون في هذه المشاريع وأتمنى أن تحتوي عقود كافة المشاريع على إلزامية تدريب السعوديين على كافة المستويات لتكون بذلك المملكة مصدراً للخبرات والكفاءات والعلوم وملهماً للعالم.
إن أكبر تحدٍّ يواجهنا اليوم هو نقل المعرفة وتوطين التقنية والاستفادة من الكفاءات التي تعمل حالياً في المملكة وبالتالي فإنه من المهم مواكبة ذلك بإنشاء الأكاديميات والمعاهد والتخصصات المستقبلية في جامعاتنا الحالية والجامعات الجديدة كجامعة نيوم وجامعة الملك سلمان في الدرعية لتواكب هذا الحراك بتخصصات جديدة تلبي متطلبات هذه المشاريع بعد انتهائها فنحن في حال عدم مواكبتنا لذلك سيبقى كثير من شبابنا بعيداً عن إمكانية توظيفه في هذه المشاريع.
أتمنى أن يتم إطلاق محفزات للشركات العاملة بهذه المشاريع لإعداد برامج تأهيلية قصيرة ومتوسطة تستهدف الخريجيين القدامى أو من يرغبون بتغيير مجالاتهم أو كل من يرغب بالعمل خاصة من أبناء مناطق المملكة الساكنين بقرب هذه المشاريع لاكتساب المهارات المطلوبة خاصة أن بعضها لايتطلب وقتاً طويلاً للتعلم وهذا سيكون مكملاً للبرامج التعليمية التي أُطلقت سابقاً كالابتعاث الذي يمثل بداية الانطلاقة نحو تأهيل المزيد من كوادرنا البشرية لمواكبة طموحنا في أن تكون قادرين على العمل بكفاءة عالية.