د. سفران بن سفر المقاطي
يحتفل العالم باليوم العالمي للغابات في الحادي عشر من شهر آذار «مارس» من كل عام. فقد بدأ الاحتفال الرسمي بهذا اليوم بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في 28 نوفمبر 2012م على أن تختار منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» موضوع فعاليات هذا اليوم سنوياً وقد اختارت الفاو شعار صحة الإنسان من صحة الغابات كشعار لليوم الدولي للغابات لهذا العام 2023م.
ويعد يوم الحادي عشر من شهر مارس لهذا العام هو اليوم العالمي الحادي عشر للغابات.
وهذا اليوم هو مناسبة عالمية خاصة تهدف إلى زيادة وعي الحكومات والشعوب والمنظمات بأهمية الغابات ودورها في حفظ التنوع الحيوي وتخفيف آثار تغير المناخ وتحسين جودة حياة الملايين من البشر. ويتضمن هذا الاحتفال تنظيم أنشطة مختلفة على المستوى المحلي والوطني والدولي، مثل حملات غرس الأشجار، وورش عمل، وندوات، ومسابقات، وحملات توعية. كل عام يُخصص له موضوع محدد يبرز جانباً من فوائد الغابات أو التحديات التي تواجهها.
تعد الغابات من أهم الموارد الطبيعية في العالم، حيث توفر الأكسجين الذي يحتاجه الإنسان والحيوانات للعيش، كما تعمل على تنظيم المناخ وتحسين جودة الهواء والماء، وتحمي التربة من التآكل والتصحر لأنها تشكل الغابات ما يزيد على 30 في المائة من مساحة الكرة الأرضية، وتضم أكثر من 60 ألف نوع من الأشجار، بعضها لا يزال غير مكتشف، كما تحمي الغابات نحو 80 في المائة من التنوع البيولوجي على سطح الأرض، بما في ذلك ملايين الأنواع من الحشرات والطيور والثدييات والزواحف. كما تُعَدُّ الغابات مصدر حياة ورزق لأكثر من مليار شخص، خاصةً في المجتمعات الريفية في كثير من البلدان وتحافظ على الدورة الطبيعية لتعزيز جودة التربة والماء.
ومع ذلك، فإن الغابات تواجه تحديات كبيرة في الوقت الحالي، مثل التصحر والتقليل الكبير في مساحتها بسبب النشاط البشري، حيث يُفقد سنويا 10 ملايين هكتار من هذه المساحات وهذا يؤدي إلى تدهور البيئة وفقدان الحياة البرية وتغير المناخ وانخفاض التنوع النباتي والحيواني وانبعاث المزيد من الغازات السامة مثل غاز ثاني أكسيد الكربون.
وكمشاركة فعلية من المملكة في الجهود الدولية للمحافظة على الغالبات أتت مبادرة السعودية الخضراء التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حفظه الله في 27 مارس 2021م. إذ تهدف لزيادة نسبة الغطاء النباتي، وتقليل انبعاثات الكربون، ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي، والحفاظ على الحياة البحرية.
وتتضمن هذه المبادرة عدداً من الخطوات العملية، من أبرزها زراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة العربية السعودية خلال العقود القادمة بما يعادل إعادة تأهيل نحو 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، ما يعني زيادة في المساحة المغطاة بالأشجار الحالية إلى 12 ضعفا، تمثل مساهمة المملكة بأكثر من 4 في المائة في تحقيق مستهدفات المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي والموائل الفطرية، و1 في المائة من المستهدف العالمي لزراعة تريليون شجرة.
وكتطبيق عملي لمشاركة المملكة في فعاليات اليوم العالمي للغابات في المملكة لهذا العام قيام المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر بتنظيم فعالية اليوم الدولي للغابات في محافظة الطائف بمنطقة مكة المكرمة يومي 20 - 21/ 3/ 2023م، وذلك تحت شعار «الغابات والصحة»، بمشاركة نخبة من المتحدثين المحليين والدوليين المتخصصين في مجال الغابات والشجير.
وستتضمن هذه الفعالية مجموعة من المحاور، منها أثر الغابات في صحة الإنسان والبيئة، واقع بيئة الغابات وطرق مراقبتها وحمايتها للمحافظة عليها، ودور المجتمعات المحلية في تأهيل الغابات، إضافة إلى دور القطاعات المختلفة في تنمية الغابات وبناء القدرات، يلقيها عدد من المتخصصين والخبراء الدوليين والسعوديين من المركز ووزارة البيئة والمياه والزراعة، ومنظمة الفاو بالمملكة، وعدد من الجامعات السعودية، وهيئة تطوير منطقة عسير، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.