د.نايف الحمد
يقول الشاعر جرير في مدح الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان:
ألَسْتُمْ خَيرَ مَن رَكِبَ المَطَايا
و أندى العالمينَ بطونَ راحِ
تذكرت هذا البيت من الشعر والذي يُصنّف كواحد من أشهر أبيات المدح في الأدب العربي، تذكرته وأنا أتابع شكوى نادي النصر على رئيس نادي الهلال الأستاذ فهد بن نافل والمدير التنفيذي للنادي الأستاذ فهد المفرج بحجة تحريض اللاعب محمد كنو في قضيته بتوقيع عقدين.
من الغريب جداً في وسطنا الرياضي أن يُستهدف أكثر الناجحين الذين يقدمون الرسالة الحقيقية لمفهوم الرياضة والتنافس الشريف فيها.
وعلى طريقة جرير، لا يختلف المنصفون على أن الإدارة الهلالية هي خير مثال للعمل المؤسسي الناجح يصاحبه ظهور إعلامي رزين وأدب جم وتعامل راقٍ يعبّر عن البيئة الهلالية التي ترفض التجاوز أو التعدي على الآخرين، وإن حدث فإن الجماهير الهلالية هي أول من تقف بالمرصاد دفاعاً عن تقاليد النادي وإرثه العظيم.
الشكوى تم رفضها وهذا أمر طبيعي، لكن السؤال الذي يتبادر للذهن؛ هل أصبح الناجحون في وسطنا الرياضي هم المستهدفين؟
هل بات صاحب الصوت الأعلى هو المسيطر؟ هل أصبح الميول والأهواء لها تأثير بالغ على العمل الرياضي؟
من المؤسف أن نرى مثل هذه الظواهر رغم ما يُقدم للرياضة من دعم كبير جداً جعل صيت وطننا الغالي يصل لكل أصقاع العالم، بل وأصبحنا محط الأنظار وهذا ما يجعل المسؤولية مضاعفة على كل من يعمل في الوسط الرياضي.
في الوسط الرياضي بتنا لا نستغرب عندما نرى بعض الإعلاميين وهم ينافحون بهدف التقليل من منجزات الناجحين لدرجة أنهم قللوا من بطولة القارة وحتى وصافة العالم في مشهد يثير السخرية من أولئك الذين يحاولون حجب الشمس بغربال.
نقطة آخر السطر..
إذا ما أردنا لرياضتنا التقدم فعلينا أن نرفع من قيمة الناجحين ونجعلهم مثالاً نقتدي به ومحفزاً يدفعنا لمنافسته ؛ أما محاولات التقليل ستجعلك دائماً خلفه ولن تتقدم.