عبده الأسمري
ما بين «مسارب» البدايات و»مشارب» النهايات ركض بأنفاس طويلة قوامها المثابرة وجنى نفائس أصيلة مقامها المغامرة..
صعد «سلالم» التجارة بيقين «الإلهام» وحصد «معالم» الجدارة بتيقن «المهام» فكتب جملته ااأسمية من مبتدأ «الجودة» وخبر «الإجادة»..
سليل «تجار» وأصيل «مقدار» خاض «غمار» التجارب من عمق «النوايا» إلى أفق «العطايا» حاصداً الفرص من دوائر الأزمات وموظفاً «الحرص» في بصائر المهمات.
استلهم «التمكن» فنال «التمكين» وجنى «المكانة» في صدى «السمعة» من أصول «التخطيط «ومدى «الصيت» في فصول «التنفيذ» محولاً خطوط «التعلم» إلى «خرائط» خبرة وصل بها إلى «خزائن» الامتياز..
استند على «قيم» الحرفة واعتمد على «همم» الحرفية فكان «الضمير» المتصل في حضور «التفوق» والمصدر الصريح في حضرة «التنافس».
إنه رئيس الغرفة التجارية الصناعية بجدة ورجل المال والأعمال محمد يوسف ناغي أحد أبرز التجار والمستثمرين في السعودية والوطن العربي.
بوجه جداوي الملامح تعلوه سمات «اللين» وتسكنه ومضات «الذكاء» مع تقاسيم حجازية تتشابه مع والده وتتقاطع مع أخواله وملامح تحمل الود والجد في آنٍ واحدٍ مع شخصية هادئة الطباع رزينة الطبع تتسم بلين الجانب وسمو التعامل ورونق التواصل وحسن الخلق وكاريزما تنبع فيها جوانب الحماس نحو التأثير والاستئناس حيث الأثر وتتكامل فيها صفات «النبل» وسمات «الرقي «وصوت خليط بين لهجة «الحجاز» ولغة «المجاز» مع مفردات تجارية وعبارات اقتصادية ومخزون تجاري يعتمد على «الخبرة» ويتعامد على «الحكمة» وحضور باهٍ في مواقع «القرار» وتواجد زاهٍ في محافل» الاقتدار» قضى ناغي من عمره عقوداً بدأ فيها من خطوات «التعلم» واجتاز خلالها «عقبات» التأقلم ووصل على ضوئها إلى «منصات» الانفراد تاجراً ومستثمراً ورجل أعمال وعقل تطوير وبطل مرحلة.
في جدة عروس البحر الأحمر الشهيرة بزف المبدعين والعصاميين والمؤثرين إلى أعراس الإبداع ولد عام 1960 في منزل ممتلئ بالألفة والتآلف ضم والده يوسف وعمه أحمد وأسرتيهما في فناء واحد ودار مكونة من دورين عاش فيها أولى «الذكريات» الضاربة في حيز «الحنين» وانطلقت الأهازيج الحجازية والأناشيد الجداوية احتفاءً بالمقدم الميمون وسط احتفاء امتلأت به حارته العتيقة الماكثة في قلب المدينة النابض بالتراث والموروث.
تفتحت عيناه على أب كريم كان بمثابة الموجه وعم جواد ظل بمثوبة الناصح واتجه في ميزان عفويته التي كبرت معه إلى الاستناد على أبوين حمل لهما حب الطفولة وحفظ عنهما معاني البطولة..
ركض مع أقرانه في جنبات العروس وظل يراقب مشاهد «الأجانب» وشواهد «الأقارب» وومضات العابرين الباحثين عن الرزق في شوارع «قابل» والذهب» وباب شريف وتعتقت نفسه بنسيم «البحر» وحكايات «الجيرة» ومرويات «الترحال» وتاريخ «الميناء» العتيق وتسمرت في ذاكرته خرائط البناء في رواشين البلد وهديل الحمام على أبواب البسطاء وتجاعيد «التعب على محيا» السقائين والحمالين والصيادين.. مستنشقاً صباحات «الكدح» في نداءات «الفالحين» ومنتشياً مساءات «المدح» في استثناءات «الناجحين» وظل في حجر أبيه طفلاً يراقب «أرقام» الإيرادات اليومية منصتاً إلى «نتائج» اجتماعات ليلية بين والده وعمه عن أحاديث البيع وأحداث الشراء في مجلس العائلة المكتظ بلقاءات التعاضد اليومي طابعاً قبلته اليومية على «رؤوس» الكبار من أسرته مكملاً ليله بكتابات أولى تحولت إلى أمنيات مثلى على صفحات كراسته المشفوعة بخربشات البراءة والمدفوعة بإمضاءات البساطة..
أنصت إلى صوت «الامتنان» وصدى «العرفان» في قصص التمكين بين تجار جدة وظل «ثاوياً» في اتجاهات «التأمل» في وقفات «آل جمجوم» و»آل زينل» مع جده والتي ظلت «عناوين» سابقة استمد منها تفاصيل لاحقة في متون «المعروف» وشؤون «الاعتراف»..
درس ناغي الروضة في مدارس النصيفية نسبة إلى «آل نصيف» ثم انتقل إلى المدرسة الجمجومية المجاورة لسكن آل جمجوم حتى الثاني الابتدائي ثم أكمل الدراسة في مدارس روضة المعارف وانتقل بعدها إلى مدارس الثغر النموذجية والتي كانت تحظى حينها بدعم خاص ومباشر من الملك فيصل رحمه الله ونال منها الشهادة الثانوية.. وفي تلك السنوات الماضية من عمره ارتهن إلى مواهب ومهارات وإمكانيات كانت في مدرسته فظل يتعلم فنون ركوب الخيل والألعاب الرياضية والرسم والمسرح والتي طالما وضعها في متن «الحظ» المبهج الذي عزز من ارتباطه بالذاكرة البيضاء المشعة بالدوافع والمنافع ..
عمل مع أبيه وعمه في تجارتهما الباكرة التي كانت عن طريق التوريد والبيع واشتغل في بداياته داخل المستودع الذي كان «المخزن» البذخ بتعلم تفصيلات المتاجرة وظل فيه ردحاً من «الزمن» مقتنصاً كل جديد وملتقطاً كل سديد وعمل فيه عاماً واحداً بدوام كلي ثم بدأ بعدها بتجزئة عمله على فترتين بين المستودع والإدارة.
في عمر الـ27 عاماً وبعد فترة من العمل امتثل «محمد ناغي» لمهمة حساسة وصعبة حيث كان ساعي الخير وسفير الحلول لاحتواء الخلاف الخاص بالتوجه التجاري والمستقبل الاستثماري بين أبيه وعمه وتم حله بفض الشراكة بشكل مرن وميسر وكانت «محطة» هامة في مسيرة «الوسيط» الشاب الذي يملك الحب للاثنين ويحظى بالثقة منهما الأمر الذي جعله يتشرب أهمية «التوازن» وأحقية «الاتزان» في قياس الأمور وتقييم الأهداف.
في عام 1988 ظفر ناغي بمهمة «الوكيل» الحصري لسيارات بي ام دبليو في السعودية وكسب الرهان متفوقاً على 13 تاجراً آخر وخاض الصعاب بعد رفض عمه للخطوة وقبول والده على مضض وواجه العديد من الصعوبات التي اجتازها بفكر «المغامر» وتفكير «المثابر» وبات اسمه مرتبطاً بالوكالة العريقة وانطلق من صالة صغيرة ليكون لديه أسطول في كل المناطق.. وهو وكيل للعديد من ماركات السيارات العالمية مثل هونداي وغيرها ويرأس شركة حافل والتي تعتبر أكبر أسطول نقل في الخليج وتقوم بمهام كبرى في القطاع المدرسي وقطاعي الحج والعمرة ولديه استثمارات أخرى متنوعة.
ويشغل ناغي منصب رئيس مجلس إدارة مجموعة محمد يوسف ناغي وإخوانه والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة محمد يوسف ناغي للسيارات ورئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بجدة والرئيس التنفيذي لمؤسسة التموين العربي التجارية والرئيس التنفيذي لشركة حافل للنقل وعضو مجلس أمناء المتحف الوطني السعودي وعضو مجلس إدارة المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية وشغل منصب القنصل الفخري لجمهورية كوريا لمدة 12 عاماً ورئيس مجلس إدارة شركة رؤيا العقارية وعضو مجلس إدارة شركة إعمار المدينة الاقتصادية من 2011- 2014 ولديه عضوية في العديد من الجهات والشركات والقطاعات.
محمد يوسف ناغي التاجر النبيل والمستثمر الأصيل الذي رسخ نجاحاته في «قوائم» الكبار وترك بصماته في «مقامات» الاعتبار.