ما زِلْتَ تَلْهَجُ بالتاريخِ تَكْتُبهُ
حتَّى رأيْنَاكَ في التاريخ مكْتُوباً
حُجِبتَ عنّا وما الدنيا بمظهرةٍ
شخصاً وإن جلّ إلاّ عاد محجوباً
كذلك الموتُ لا يُبقي على أحدٍ
مدى الليالي من الأحبابِ محبوباً
الذي توفي يوم الاثنين 14-8-1444هـ بمدينة الرياض وتمت الصلاة عليه بعد صلاة ظهر يوم الثلاثاء 15-8-1444هـ في المسجد النبوي الشريف ووُورِيَ جثمانه الطاهر في مقبرة البقيع.
وكانت ولادته في المدينة المنورة عام 1354هـ حيث نشأ وترعرع بين أحضان والديه، ودرس المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية في المدينة المنورة حيث كان والده - رحمه الله - محباً للأدب وعنده مكتبة آهلة بالكتب الأدبية والشعرية مما كان له الأثر البالغ في تكوين شخصية ابنه الدكتور عبدالرحمن وميله للأدب، وكذلك التاريخ لما وجده في المدينة المنورة من آثار إسلامية خالدة. وبعد نيله شهادة الثانوية انتقل إلى مصر ملتحقاً بكلية الآداب في جامعة القاهرة إلى أن نال الشهادة منها عام 1960م، بعد ذلك ابتعث إلى المملكة المتحدة وأكمل دراسته العليا إلى أن حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة ليدز عام 1966م، ثم عاد إلى جامعة الملك سعود عضواً في هيئة التدريس، وقد تقلد عدة مناصب ومهام حيث عمل عميداً لكلية الآداب خلال فترتين من الزمن، كما عمل رئيساً لقسم التاريخ ثم رئيساً لقسم الآثار والمتاحف. وقد حَظِيَ باختياره عضواً في مجلس الشورى في دورتيه الأولى والثانية. كما حَظِيَ بتكريم الدولة ومن بعض الدول العربية ونيله عدة جوائز وأوسمة. ويعد الدكتور عبدالرحمن - رحمه الله - من رواد علماء الآثار في الوطن العربي وله مشاركات واكتشافات في هذا المجال ومن أبرزها قيادته لأعمال التنقيب الأثري في قرية الفاو الواقعة جنوب المملكة العربية السعودية، وذلك خلال عقدين من الزمن - تقريباً - منذ عام 1972 إلى 1995م، وقد ألف 14 كتاباً عن مُدن المملكة العربية السعودية دراسة متخصصة في الآثار والحضارات.
وقد سعدت بمعرفته عن قرب في بعض الصوالين الأدبية وتبادل الأحاديث والإهداءات من الكتب الأدبية والتاريخية.
رحم الله الفقيد وألهم عقيلته وأبناءه وأسرته وجميع محبيه الصبر والسلوان.
ومَنْ وَعَى التاريخَ في صدْرِهِ
أضافَ أعماراً إلى عُمْرِهِ
** **
عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف - حريملاء