في البدء أبارك لمعالي الوزير سلمان الدوسري على الثقة الملكية الكريمة من لدن القيادة الرشيدة، وهي ثقة في محلها واستحقاق أنتم أهل له ومنصب عُيِّنت عليه بجدارة.
التقيت الوزير الجديد في مناسبات عدة وزرته في مكتبه رئيساً للتحرير وقرأت مقالاته التخصصية واستمعت إلى حديثه الفكري وأطروحاته وشاهدت صورته في الشاشة الفضية، وجمعني به مؤتمرات عدة وندوات على سبيل المشاركة مما كوَّن لدي انطباع عن شخصه الكريم بأنه مثابر وطموح ويمتلك الشغف والتأثير.
وفي المجمل نجد أنفسنا أمام شخصية وطنية كانت ولا تزال تدافع عن الوطن بالصوت والقلم والفكر وتبرز محاسنه ويهمها نماؤه وازدهاره وتقدمه في مجالات عدة وحقول متشعبة وميادين كثيرة وتسهم برأي صادق وفكر مستنير في يومنا هذا بحملها لحقيبة وزارية مهمة أتمنى له التوفيق والنجاح ومواصلة الإنجاز تلو الإنجاز وفق رؤية المملكة العربية السعودية 2030 الوطن الطموح والاقتصاد المزدهر والمجتمع الحيوي.
معالي الوزير.. أعرف أنكم خريج بلاط صاحبة الجلالة الصحافة ولكم بصمات في الإذاعة ومشاركات في التلفزيون وأنتم رجل علاقات عامة وبروتوكول بوصفك عضوًا في الوفود الرسمية الإعلامية المصاحبة للزيارات الوطنية الكبرى للقيادة الحكيمة، وهذه أعمال إعلامية في فروع الإعلام الأربعة:
الصحافة.
الإذاعة.
التلفزيون.
العلاقات العامة.
ولكن كتابتي إليكم اليوم هي من منطلق حبي لوطني وقيادته الغالية على قلوبنا جميعًا ومشاركة متواضعة مني في الإدلاء بالرأي وتواصلاً وفق الرؤية المسددة بأن المواطن هو شريك في العمل جنباً إلى جنب مع المسؤول، والمسؤول هو في خدمة الوطن والمجتمع بصفة اعتبارية في علاقة تستمد وتضفي تأخذ وتعطي، ولأنني التصقت بحقل الإعلام عملاً وممارسة وهواية؛ أستعين بالله وأكتب هذه المقترحات وحالي كحال جالب التمر إلى هجر أو كبائع الماء في حارة السقايين، ولكن حب الوطن والرغبة في العطاء ومد جسور الصلة والتعاون مع معاليكم دفعتني كل هذه الأسباب دفعة للكتابة الاقتراحية؛ مقترحات من مواطن على طاولة وزير الإعلام:
أولاً:
لا يخفى عليكم أن الإعلام السعودي - يدور هذا الحديث حتى بين منسوبيه - لم يواكب هذا التميز الوطني ثقافياً وحضارياً وفكرياً واجتماعياً وترفيهياً وسيبرانياً وتقنياً وعلمياً، فلذلك يعد ضرورة كبرى أن يكون هنالك مراكز عدة إعلامية دولية.
- مركز إعلامي سعودي في أمريكا ومقره نيويورك لغته الإنجليزية.
- مركز إعلامي سعودي في بريطانيا ومقره لندن لغته الإنجليزية.
- مركز إعلامي سعودي في الصين ومقره بكين لغته الصينية.
- مركز إعلامي سعودي في إسبانيا ومقره ماربيا لغته الإسبانية.
- مركز إعلامي سعودي في فرنسا مقره باريس ولغته الفرنسية.
- مركز إعلامي سعودي في روسيا مقره موسكو ولغته الروسية.
- مركز إعلامي سعودي في الهند ومقره نيودلهي ولغته الهندية.
- مركز إعلامي سعودي في شرق آسيا في إندنوسيا وبلغات آسيوية.
- مركز إعلامي سعودي في إفريقيا ومقره نيجيريا لخدمة 51 دولة وبلغات إفريقية.
الهدف الرئيسي من هذه المراكز:
إبراز جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين والتعريف بجهودها في نشر الوسطية والاعتدال وخدمة الحرمين الشريفين ومحاربة الإرهاب والتطرف والغلو. وبث تقارير عن النهضة والتطور والرقي والانفتاح والتعريف بالسياحة وفروعها والثقافة وأنواعها والتراث وحقبه والتعليم ومراحله والاقتصاد وتحولاته مع أحاديث للمواطنين والمقيمين ورصد للمنجزات الكبرى والعمارة والمدن الاقتصادية وإبراز المواقع السياحية والفرص الاستثمارية والتجارية التي أمطرتها الرؤية الحضارية.
ثانيًا:
الاهتمام بالصحف الورقية وأنها لسان وطني ومنبر شريك في إيصال رسالة الحكومة الرشيدة وناقل وطني دولي حول الكثير من القضايا.
ومن هنا تقوية الصحف عبر الاشتراك والإعلان والتوزيع والدعم المالي المباشر ومساعدتها في تحمل الطباعة والتوزيع وتسهيل حضورها في كل مكان.
ثالثًا:
تأسيس صحف إليكترونية تابعة لوزارة الإعلام:
صحيفة نجد في الرياض.
صحيفة الحجاز في مكة.
صحيفة طيبة في المدينة.
صحيفة الخليج في الشرقية.
صحيفة البرج في القصيم.
صحيفة أجا في حائل.
صحيفة نيوم في تبوك.
صحيفة القلعة في الجوف.
صحيفة عرعر في الحدود الشمالية.
صحيفة شدا في الباحة.
صحيفة السودة في عسير.
صحيفة الأخدود في نجران.
صحيفة لجب في جازان.
ويعين رؤساء التحرير بقرار وزاري ويوضع لها رؤية ورسالة وأهداف.
رابعًا:
تأسيس أكاديمية الأمير محمد بن سلمان الإعلامية لتكون جسرًا يتواصل من خلاله جميع الإعلاميين مع المعرفة والفكر والإبداع والتدريب المهني والتطبيقي حتى تزيد الخبرة وتتعمق الفكرة وتنهض للقمة وتخرِّج أجيالاً إعلامية متخصصة في:
الإعلام الوطني.
الإعلام السياسي.
الإعلام الاقتصادي.
الإعلام الاستثماري.
الإعلام الشوري والبرلماني.
الإعلام الفكري.
الإعلام الثقافي.
الإعلام السياحي.
الإعلام الترفيهي.
الإعلام الرياضي.
الإعلام الاجتماعي.
خامساً:
إنشاء نادي الإعلاميين ليصبح مكانًا مميزًا لكل إعلامي وأسرته في الاجتماع وتناول الإفطار والغداء والعشاء وممارسة الرياضة وبناء العلاقات الاجتماعية والأسرية، ويمكن الإفادة من تجربة نادي منسوبي وزارة الداخلية الذي دوماً أسعد بكوني ضيفاً فيه.
سادساً:
تطوير الهيئات التابعة لوزارة الإعلام وتحديث الإجراءات والنماذج اللازمة لتنفيذ عمل مرن وشمولي وسريع تتطلبه المرحلة الحالية.
سابعًا:
فتح التراخيص المحلية أمام من يرغب في تأسيس صحيفة أو مجلة أو دورية أو سلسلة كتب.
ثامنًا:
استحداث إدارة عامة للسوشيل ميديا ويكون من مهامها متابعة المحتوى الرقمي للمشاهير وتنظيم عملهم وإعطائهم مكانة من خلال تحويلهم إلى صانعي محتوى وطني لأنهم يتمتعون بمتابعة محلية ودولية.
تاسعاً:
الاهتمام بهيئة الصحفيين والجمعيات والكيانات الإعلامية القائمة.
عاشرًا:
تأسيس جائزة إعلامية متخصصة لتشجيع منسوبي الإعلام عموماً في القطاع الحكومي والخاص وغير الربحي.
الحادي عشر:
تكريم رموز الإعلام الأحياء الذين بذلوا جهدًا كبيرًا في خدمة الوطن والمجتمع إعلامياً.
الثاني عشر:
عمل مؤتمر دولي عن صحيفة أم القرى ووضع لها فروع في المناطق.
الثالث عشر:
توقيع مذكرات تفاهم دولية مع جهات إعلامية مرموقة وذات مكانة علمية وسمعة فكرية لتعزيز القدرات الشبابية.
الرابع عشر:
الاستفادة من فروع الوزارة بالمناطق بتهيئة:
محطات التلفزيون.
مراكز إعلامية.
قاعات اجتماعات.
نادٍ إعلامي.
الخامس عشر:
إقامة لقاء إعلامي كل ستة أشهر في كل منطقة من مناطق الوطن برعاية الوزارة، لبحث إمكانية تبادل الخبرات والتجارب وصقل المهارات وتبني الاقتراحات وتحسين الإنتاجية.
أستاذنا سلمان ووزيرنا الإنسان، هذه بعض المقترحات وأعرف أن لديكم أفضل أنت وفريق العمل، ولكن نحن في مرحلة مهمة كسعوديين علمنا سيدي ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان المشاركة والتواصل والحوار والاقتراح، فاقبل مني ذلك التواصل مع أنني تحت الخدمة للمشاركة في تنفيذ أي مقترح.
سائلاً الله العلي القدير أن يحفظ هذا الوطن الشامخ قيادة وحكومة وشعباً، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.