سلطان مصلح مسلط الحارثي
يتبادر إلى ذهني السؤال أعلاه كلما حاول الإعلام الرياضي أن يضغط ويشكك في بعض الشخصيات الرياضية سواء العاملة في اتحاد الكرة، أو العاملة في الأندية الرياضية، وسَل سيوف النقد المهترئ لمحاربتهم، والترصد لهم في محاولة لإبعادهم عن الوسط الرياضي.. والاستشهادات هنا لا حصر لها، فقد تم «الترصد» بتعمد تجاه بعض الناجحين بسبب «الميول»، حتى «طفش» بعضهم وغادر المشهد الرياضي، لتخسر الرياضة السعودية، شخصيات قيادية، استطاعت النجاح، ولكنها وجدت أمامها إعلاماً قفز على المشهد من «المدرجات»،ولم يجد من يردعه، يتلفظ ويتهم ويتطاول، دون أن يقف أمامه مسؤول يستطيع إيقاف عبثه.
كان هذا المشهد ماثلاً أمامنا جميعاً، وقد غادرتنا قيادات رياضية لم تحتمل الاتهامات والتشكيك في الذمم، في ظل صمت الجهات الرقابية، ولكن المشهد اليوم تغير، وأصبح أمامنا مشهد آخر، حيث استلمت بعض الأندية، دور ذلك الإعلام الفاشل، وتغير النهج والتخطيط، واُستبدل الضغط الإعلامي بتكتيك آخر، حيث أصبحت بعض الأندية تتقدم بالشكاوى، لإبعاد بعض المسؤولين ممن أثبت نجاحه وقدرته على التميز، وأصبحت لجان اتحاد الكرة، تتلقى بين فترة وأخرى، شكاوى من بعض الأندية، لإبعاد هذا الرئيس، أو ذاك الإداري، بل وتجاوزوا تلك المرحلة، وأصبحوا ينادون بتغيير مسؤولي اللجان، أو بعض العاملين فيها، ممن أثبت قدرته على النجاح، والسؤال هنا.. لماذا نسعى لإبعاد الناجحين ومحاربتهم والوقوف ضدهم؟ ولماذا لا نزرع روح التحدي بين العاملين في الأندية، بدلاً من محاربة رئيس أثبت نجاحه، أو إداري استطاع أن يتميز بعمله؟ ألا تستطيع الأندية التي «تشتكي» لإبعاد «الناجحين، من إظهار شخصيات تنتمي لها، تستطيع منافسة الناجحين في «الميدان» بدل من محاربتهم في «المكاتب»؟
في الفترة الأخيرة، أُبعد الإداري الاتحادي الناجح حامد البلوي بقرار إيقاف، والذي كان له دور واضح في إعادة نادي الاتحاد للواجهة من جديد، فالاتحاد الذي تراجع مستواه كثيراً، وبقي عدة سنوات مع أندية الوسط، بل كان قبل ثلاثة مواسم ينافس على الهبوط، استطاع بوجود حامد البلوي أن يعود للمنافسة على الألقاب المحلية، ولكنه واجه «الإبعاد» عن الرياضة لفترة محددة، ولأن الاتحاد نادٍ عريق لم يتأثر بغياب البلوي، ولكن الرياضة السعودية خسرت شخصية رياضية، غادرت كما غادر غيره.
وبالأمس القريب، تلقت لجنة الاحتراف شكوى، فحواها طلب بإيقاف أفضل رؤساء الأندية السعودية، رئيس نادي الهلال الأستاذ فهد بن نافل، وإيقاف المدير التنفيذي لكرة القدم فهد المفرج، لترد اللجنة بالرفض، لعدم ثبوت الأدلة من المدعي.. وللعلم، هذه الشكوى وصلت لنادي الهلال قبل أن تصل طائرته التي أقلته من المغرب بعد أن شرف الوطن وحقق لقب «وصيف العالم».
ويبقى السؤال الكبير، الذي نعيده للمرة الثانية، لماذا نسعى لمحاربة الناجحين ونضغط لإبعادهم؟ أتمنى أن تدرك وزارة الرياضة «بما أنها مسؤولة عن الأندية»، ويستوعب اتحاد الكرة ولجانه، هذه السياسة التي إن استمرت ستنفر الشخصيات البارزة، وسيغادر المشهد الرياضي السعودي كل شخصية ناجحة، ولن يحتمل الضغوط الكبيرة مهما كانت قوته، ولذلك يجب أن نكون جميعاً «وزارة الرياضة- اتحادالكرة- الإعلام المسؤول» عوناً لتلك الشخصيات الرياضية الناجحة، ودعمها ومساندتها، فلايوجد بشر دون أخطاء، ويجب أن نقول لمن يحاول أن يبعد الناجحين عن الوسط الرياضي، توقفوا عن ذلك، فالرياضة السعودية في هذا العهد الزاخر الذي يقود رؤيته سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تحتاج نماذج مشرفة وناجحة، تعمل وفق تطلعات سموه، ولعل النموذج الحي يتمثل في شخصية الأستاذ فهد بن سعد بن نافل رئيس نادي الهلال، الذي استطاع أن ينقل ناديه من مرحلة مميزة إلى مرحلة أخرى أكثر تميزاً على كافة الصعد «كروياً واستثمارياً وعلى مستوى الألعاب الفردية والجماعية»، وعلى مستوى الفريق الأول لكرة القدم حقق منجزات وطنية «آسيوية وعالمية»، احتفت بها القيادة السعودية العليا، وبدل أن نشكره على جهده وجهد من يعمل معه، وتقدير عمله الذي يواكب تطلعات القيادة السعودية، أصبحنا اليوم نطالب بإبعاده.
تحت السطر:
- حارس فريق الاتحاد غروهي، يستحق أن يكون أفضل حارس في الدوري السعودي قبل نهايته بعشر جولات، فما قدمه حتى الآن، يجعلك تستشعر أن دور حارس المرمى يتجاوز مانسبته 50 % من قوة أي فريق.
- كريستيانو رونالدو بدأ يفقد أعصابه، فقدها في مباراة الاتحاد والنصر، حينما «قذف» قوارير المياه بقدمه، وفقد أعصابه في مباراة النصر وأبها، حينما «شات» الكرة بعد أن صفّر الحكم معلناً نهاية الشوط الأول.
- من بعد «ركزة» علي البليهي التي تلت مباراة الهلال والنصر في نصف نهائي دوري أبطال آسيا 2021، والهلال لا يغيب عن كأس العالم، فقد لعب في عام 2021، ولعب في عام 2022، وسيلعب في عام 2025 في نسخة كأس العالم بالنظام الجديد، بعد أن أعلن ذلك فيفا.
- مثلما انتقدنا تصرف سالم الدوسري وماريغا سابقاً، فإن تصرف محمد كنو مع مدرب الهلال دياز ومدير الكرة سعود كريري، بعد أن تم استبداله، يجب أن لا يمر مرور الكرام، ويفترض أن يعتذر اللاعب عن هذا التصرف، ومعاقبته على هذا الانفلات.