شروق سعد العبدان
أثق بأن عدل الله قائم.
وكل شيء توارى عن ناظري لم يكن يوماً لي..
وأن الخير خير لي حينما يكون، وشرّ واضح عندما يبتعد..!
وهذا ما جعلني أتمسك بعدالة الدنيا وأنتظر مرارًا وتكراراً صباح الغد وحدوث الليل لأن هناك شيء داخلي يثق بأن ما غاب عن هنا سيكون هنا..
لا تتجاهلوا الأصوات التي تأتي من الداخل.
عندما تخبرنا بأن هذا لنا وتوبخنا عندما نتخلى عن أصغر حقوقنا..
قد يركض الإنسان كل حياته ويقف في النهاية وهو فارغ وقد اعتقد بأنه جمع ما يكفيه لحياة مقنعة.
وقد يمشي على مهل ويأخذ نصيبه وهو على يقين ويصبح ممتلئاً..
سرعتك في لملمة كل شيء لن تكون بقدر توقعك.
مثلما تكون بقدر توفيقك..
وأنا عندما كان الخريف سيد حياتي كانت هناك بذور داخل نفسي تنبت ببطء لتخلق ربيعاً ممتداً..
ربيعاً كنت الأجدر بأن أعيش خضاره وأتذوق ثماره.
فقد كُنت أحب أن أكون ما أحب لكن ذلك كان يحتاج لمكيال يرجح في صالح قلبي وأقداري
ويحقق لي عدل الخراب الذي يغشاني.
لكن ذلك كان يتطلب مني عنفوانًا مضاعفًا.
تمزقت يداي من شدة التعلق به..
كنت أرى بأنك القارب الوحيد للنجاة في محيط لا نهاية له.
لمعت مخالبي وطال عُنقي واتسعت عيناي وأصبح قلبي ضعف حجمه مرتين..
لقد امتلأت بالأوكسجين وفاضت روحي بالطموح.
لقد لمستك ومنذ ذلك وأنا لم أر سواداً يذكر.
فلا تأتي بعد كل هذا التمادي وتبخس الكيل والمكيال وتعبث في الميزان وترجح الوجع وتقلب الدنيا فوق قلبي وتمضي..
فأنا لم أر عدلاً إلا بجوارك ولا تحقيقاً إلا معك..
ولم أتذوق عذب الاشتياق قبلك.
لقد علمتني أمراً مجيداً..
بأن كل ما ظلمته الموازين يرجحه شخص صحيح في حياة صحيحة خالية من بخس الظالمين الذين يسلبون النور من عينك وأنت تنظر.
فقد أعدت إليّ نوري وأنواري..