الثقافية - أحمد الجروان:
ألقى الدكتور منصور الجابري الاستشاري ورئيس قسم علم الأمراض بكلية الطب في جامعة الملك سعود محاضرة، تناول فيها جوانب متعددة في سياق الطب والأدب، والصحة والإبداع، حيث تناول شخصية أدبية عانت من المرض وهي شخصية الشاعر حمد الحجي رحمه الله، وأكد د.الجابري أن دراسة هذا الأثر على حياة الأديب أمر في غاية الصعوبة والتعقيد، ذلك أن ردود فعل الإنسان مفاجئة ولا يمكن التنبؤ بها ولا رصدها إلا عبر دراسة دقيقة، ومن المعلوم أن ثمة بعض الفروق الإجمالية بين الأمراض الجسدية والنفسية ووقعها على الروح والجسد، إذ تبدأ بالصدمة والإنكار ثم الحزن والإحباط، وفي الغالب يغلب على المرضى التسامي عليها، مستشهدًا بشواهد شعرية لعدد من الشعراء كالمتنبي وأبي القاسم الشابي في حالتي الإنكار والتسامي، فالمرض النفسي أعقد بكثير من الأمراض الجسدية، فهي لا تهجم على الإنسان دفعة واحدة بل تأخذ نمطًا معينًا، كما أن المرض يمر بعدة مراحل منها مرحلة الحيرة والتساؤل عما حلّ به، وهي مرحلة مقلقة وتتميز بالمقاومة الذاتية عبر الهوايات كممارسة الرسم والشعر، حيث تعد هذه المرحلة من أفضل المراحل التي يجود بها، والمرحلة التالية عندما يستفحل المرض، حيث يبدأ المريض بإعلان مرضه على شكل زفرات، ويتمنى الموت أو يهدد به ويصبح المريض أكثر عدوانية، والمرحلة الثالثة هي مرحلة الانهيار والاستسلام للمرض حيث تضعف فيها بصيرة المريض وتقل قدراته، وقد تطرق لسيرة الشاعر حمد الحجي على ضوء المراحل المتقدمة، وأشار إلى أن الحجي أشهر من أن يُعرّف به، فقد كان مميزًا في الدراسة على أقرانه، كما تحدث عن مراحل حياته ونجوميته في المعهد العلمي حتى أصبح في السبعينيات من ألمع نجوم الشعر في الرياض، مستعرضًا قصائده في تلك المرحلة التي تألق بها، وقد ألقيت هذه المحاضرة بمقر هيئة الصحفيين السعوديين وبالتعاون من أدبي الرياض، وقد حضر المحاضرة عدد من المهتمين والمثقفين الذين أشادوا بمبادرة الهيئة في استضافة هذه الفعاليات الثقافية والأدبية، وقد أدارت المحاضرة باقتدار الدكتورة: هيفاء الحمدان الأكاديمية بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن.