سارا القرني
بعد أقل من عشرة أيام يدخل علينا شهر رمضان المبارك -أعاده الله علينا وعليكم باليُمن والبركات- وفيه يكمل الطلاب والطالبات الفصل الدراسي الثالث، بعد أن أقرت وزارة التعليم استمرار الدراسة في الشهر الفضيل منذ أعوام.
الجميع يعي أنّ سير العملية التعليمية في رمضان أمر لا بدّ منه، وأن الخطة التي وضعت لتنظيم السنة الدراسية ماضية لا محالة، لكن وفي كل سنة تظهر بعض المطالبات المنطقية بجعل الدراسة عن بعد، أو تقليص ساعاتها إلى 4 ساعات فقط، أو دراسة يومين في الأسبوع والبقية عن بعد، ومطالبات غير منطقية بإلغاء الدراسة في رمضان واستكمالها بعده على أن تحذف بعض أجزاء المنهج للتخفيف عن الطلبة عند عودتهم!
لن أقول إنني أتذكر دراستنا سابقاً في رمضان وكيف سارت حياتنا فيه بسلاسة وإن كنا نشعر ببعض التعب، ولن أقول إن الصيام لم يكن عائقاً أمام استيعابنا، وأن أيام الاختبارات النهائية في رمضان كانت صعبة بعض الشيء حيث لا تجد الوقت الكافي للنوم من أجل استذكار الدروس والسهر عليها حتى وقت الاختبار.
الوزارة ليست معنية بتنظيم نوم الطلاب.. أو ترتيب أوقاتهم بما يناسب الشهر الفضيل، ولست أدافع عن الوزارة بالقدر الذي أضع فيه أصبعي على موضع الألم، فالعادات الخاطئة تتحمل العائلة مسؤوليتها لا الوزارة، فإذا كانت الدراسة أمراً حتمياً في رمضان.. فلا بد من تنظيم الوقت بما يتماشى معها، ورغم أنني أؤيد تقسيم الدراسة على أيام بين دراسة حضورية وعن بعد.. إلا أنني لن أهول الأمر كما فعل الكثيرون.
ماذا سيفعل الطلاب إذا لم تكن هنالك دراسة في رمضان؟ يقضون النهار نوماً، أم ترفيهاً حتى ساعة متأخرة؟ ولا أعمّم السؤال فكل تعميم خاطئ، لكن أتساءل عن الوقت الذي يذهب أغلبه هباءً حتى ساعة متأخرة من النهار، ثم تدبّ الحياة في كل بيت!
التعليم عن بعد آلية أثبتت فاعليتها بحل كثير من الإشكالات الطارئة، لكننا لم نعرف بعد جدوى هذه الآلية بإحصاءات رسمية أو تقارير تشير إلى كفاءة مخرجاته كي يكون بديلاً مناسباً ومكافئاً للدراسة الحضورية، إنه حتى هذه اللحظة استثمار للإمكانات التقنية الرائعة التي تتمتع بها المملكة وتسهل عليها إيجاد الحلول لأي معضلة -بإذن الله، لكن لكلّ استثمار نقاط ضعف وقوة.. وحتى الآن لم نجد تقييماً بتفاصيل رسمية من الوزارة.
وبما أن الأمر قد حُسم.. فعلى كلّ طالب وضع جدول يومي يتناسب مع تطلعاته في هذا الشهر.. بما لا يتعارض مع دراسته ولا يؤثر عليها، وعلى كلّ أسرة أن تتعامل مع هذا الشهر كبقية الشهور الدراسية كي لا يستثقله أبناؤهم.
اللهمّ بلغنا رمضان ونحن في أفضل حال، وكل عام وأنتم بخير.