خالد بن حمد المالك
منذ عقود من الزمن والمعلومات عن أداء ونتائج شركة أرامكو تحاط بالسرية الكاملة، ولا أحد يتوقع أن يُفصح عن أي شيء مهم عنها، وكأن مفتاح المعلومات عنها قد فقد، ولا يوجد البديل له، في ظل اهتمام محلي وعالمي بهذه الشركة العملاقة التي يُعتمد عليها في الصناعات العالمية، وفي الدورات الاقتصادية المتوالية في دول العالم.
* *
كان هذا واقع (أرامكو السعودية) إلى أن جاء محمد بن سلمان ففجر قنبلة من الوزن الثقيل بطرح نسبة لا تتجاوز الـ5 % للاكتتاب العام، ما يعني فتح المجال للإفصاح عن أي معلومات عنها، وأن المفتاح السحري المفقود لهذه الأسرار قد تم العثور عليه بقرار جريء، ومبادرة غير مسبوقة من ولي العهد، فأضحت المعلومات عن (أرامكو السعودية) متاحة للجميع، وأصبحت النتائج التشغيلية مبهرة، وأفضل مما كانت عليه.
* *
دليلنا على ذلك ما تم الإعلان عنه من أن شركة (أرامكو السعودية) العملاقة للنفط حققت صافي ربح قياسي في عام 2022م مدعوماً بارتفاع أسعار الطاقة، وزيادة الكميات المباعة، وتحسن هوامش المنتجات المكررة، وبالتالي ارتفاع الربح إلى 161.1 مليار دولار للعام المنتهي في 31 ديسمبر في عام 2022م مقارنة بـ110 مليارات دولار في عام 2021م ومقارنته بمتوسط تقديرات المحللين البالغ 162.17 مليار دولار، وفقاً لرفينيتيف أيكون.
* *
هذه النتائج القياسية المفرحة جاءت نتيجة المتابعة اللصيقة من القيادة بأعمال وأداء الشركة، وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، ما جعل عام 2022 يعد علامة فارقة في تاريخ (أرامكو السعودية) على الصعيدين المالي والتشغيلي، حيث الاستراتيجية طويلة المدى بالتوسع في استثمارات الطاقة، ما جعلها تحقق صافي دخل بلغ 604 مليارات ريال، وهي أعلى أرباح سنوية للشركة منذ إدراجها في السوق المالية.
* *
ونجاح (أرامكو السعودية) لا يقتصر على تحقيق هذه الأرباح القياسية فقط، وإنما أضافت إلى ذلك الانطباع عن موثوقيتها في الإمدادات من خلال تسليم النفط الخام والمنتجات الأخرى بنسبة موثوقية عالية بلغت 99.9 % في العام المنصرم، وهو العام الثالث على التوالي الذي تحقق فيه الشركة هذا المستوى من الموثوقية.
* *
ويلاحظ من التقارير المتاحة أن تركيز (أرامكو السعودية) لا ينصب على التوسع في إنتاج النفط والغاز والكيميائيات فحسب، بل ينصب أيضاً على الاستثمار في تقنيات جديدة للاستدامة، وخفض الكربون، مع إمكانية تحقيق مستويات أدنى من الانبعاثات.
* *
وإلى جانب ذلك يلاحظ أن الشركة شرعت في تنفيذ أكبر برنامج إنفاق استثماري في تاريخها، إذ ارتفعت نفقات الشركة على المشروعات الرأسمالية في العام الماضي بنسبة 18.0 % لتصل إلى 141.2 مليار ريال، وتكشف النتائج المالية أن الشركة تواصل تعزيز طاقتها الإنتاجية من النفط والغاز، فضلاً عن محفظتها في قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق، وقد بلغ متوسط الإنتاج في عام 2022 من المواد الهيدروكربونية 13.6 مليون برميل مكافئ نفطي في اليوم تشمل 11.5 مليون برميل في اليوم من المواد السائلة.
* *
وفي ظل هذه النتائج القياسية، فقد قررت الشركة توزيع أرباح قدرها 73.2 مليار يال عن الربع الرابع من عام 2022م وهي أرباح لا تحققها ولا توزعها إلا شركة عملاقة كشركة (أرامكو السعودية) للنفط، التي تظهر وتؤكد أن الإستراتيجية طويلة المدى التي تبناها الأمير محمد بن سلمان، وتوجيهاته السديدة، ومتابعته الدائمة كانت وراء كل هذه النجاحات المالية مدعومة بأسعار النفط القوية، والكميات الكبيرة المباعة، وتحسن أرباح المنتجات المكررة.
السطر الأخير:
اللهم لا حسد