عبده الأسمري
المسؤولية الفردية تشمل كل إنسان وكل شخص بالغ عاقل «مسؤول» عن كل ما يصدر منه سواء من الأقوال أو الأفعال.
على مر «التاريخ» هنالك بصمات من «القول» وومضات من «الفعل» ظلت مناهج حتى الآن واستمرت كعبير يملأ الحياة بالخير والفلاح وظلت نبراساً يبدد «عتمات» الأخطاء وأساساً يبني «لبنات» النماء ومنصة دفاع عن كل الأهواء الشخصية التي يلاحق بريقها «مرضى» قلوب يبحثون عن «الشهرة» على حساب القيم ويلاحقون «الأضواء» من أجل مصلحة النفس.
في زمن مضى وآخر معاش خرج البعض ليتكلموا عن الحرية والحضارة وظلوا يظهرون على «الشاشات» وفي «المواقع» الإلكترونية وعبر «وسائل» التواصل بوجوههم باحثين عن «شهرة» بائسة ومحتوى «رخيص» وقول «باطل» والمصائر متعددة في ذلك ومن أراد الوقائع عليه أن يرى مصير من أساؤوا للإسلام والقرآن الكريم ونبي الرحمة والصحابة.
في الدول الغربية التي تنادي بحقوق الإنسان يكثر «المشردون» في الشوارع وتمتهن «النساء» العمل في المراقص وفي الخدمات «المهينة» وتمتلئ الأحياء الفاخرة والميادين الشهيرة بالمخمورين ليلاً وتحل «لعنة» الفوضى وتنتشر حمى «السرقات» والخطف وغيرها في ظل «أمان» مفقود في وقت يتمنون «الأمن» وينشدون «السلام» ويحلمون بالاستقرار وينظرون إليها كأصول للتحضر وأسس للتمدن.
في صفحات «التاريخ» الموثقة ظلت هنالك حروب «علنية» تقودها «الجيوش» وأخرى سرية تقوضها «النفوس» فتجلى للأمم دوي «المعارك» جهراً وغاب عنها حيل «المدارك «سراً فهب «الغزاة» إلى سرقة حضارة المشرق وصادروا «عشرات» المجلدات العلمية وخطفوا وقتلوا «العلماء» لأنهم يرون نصرهم الحقيقي المستديم في وأد «المعارف» ومصادرة «العلوم».
الحضارة الحقيقية ما تركه «العلماء» المسلمون والعرب منذ القدم وحتى اليوم في الطب والهندسة والفلك والعلوم المختلفة حيث أرغموا «الجامعات» الغربية على «الإذعان» لهذا الإرث العلمي فكتبت أسماء المتفوقين في أشهر جامعات أوروبا ووضعت أسماؤهم على لوحات «الشرف» وعلى كراسي «البحوث» حتى أن بعضهم وضعت أمامه مبالغ فلكية للظفر بعلمه والنهل من فكره فأي حضارة مستوردة يتكلم عنها أصحاب قلوب مريضة تركوا «محافل» التنافس ونظروا إلى «مجافل» التحرر التي تحتضن «القطعان» البشرية الهاربة من حدود «التربية» والمنفلتة من «قيود» الأسرة.
الكتابة أو الظهور الفضائي أو الإنتاج الشخصي مقترن باسم الشخص وهو في «الأصل» وجهة نظر شخصية لا تمثل «نظرة» مجتمع أصيل ونبيل لديه «القدرة» على التقييم الصائب لكل قول أو فعل مهما تعالت «صيحات» البعض والذين لا يفرقون بين «حضارة» تصنع الاعتزاز و»خسارة» تخلف النشاز..
نرى الآن خليطاً من «الآراء» بين من يدعون الفهم والفكر وينازعهم في ذلك جمع من «النطيحة» و»المتردية» ممن فتحت لهم «التقنية» مسارحها «الفوضوية» وآخرين من «فقراء» الأدب و»عديمي» الإحساس ينافحون وينافخون ويتبهرجون مع «موجات» التحرر.
نرى في برامج التواصل وفي اتجاهات متعددة «عناوين» عريضة من السلوك والمسلك والقول والفعل تعكس اتجاهات سودت وشوهت «نقاء» الفطرة وأساءت إلى «صفاء» القيم وفي نهاية الأمر وبكل اللغات وشتى الدلائل والبراهين سيبقى مجتمعنا المسلم عزيزاً منجزاً سوياً يعتمد على الوفاق ويتعامد على «الأخلاق».