عثمان بن حمد أباالخيل
العَلم رمز العزة والكرامة والسيادة والأصالة والشموخ، شموخ جبل صويق، علم مملكتنا الغالية مملكة الإنسانية والأيادي البيضاء. العلم صوت المملكة في المحافل الدولية والمحلية، عندما يخفق العلم تخفق معه الملايين وتهفو إلية الأرواح مع النشيد الوطني. علم مملكتنا يمتاز برفعه لشهادة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ذات القيمة المحورية وما قامت عليه منذ تأسيسها، يشير السيف في العلم إلى إظهار القوة والعدل، ووجوده أسفل الشهادة وبموازاتها يدل على علو الحكمة والحق كذلك يرمز اللون الأخضر في العلم إلى السلام والنماء والرخاء والعطاء والتسامح الذي تتسم به مملكتنا الشامخة. يتميز علم مملكة الإنسانية بأنه الوحيد في العالم الذي لا يُنكَّس أو ينزل إلى نصف السارية في الحداد أو الكوارث والأحداث الكبيرة التي تعبِّر عن موقف الدولة والمراسم الدولية، وتحظر ملامسته للأرض والماء النجس والدخول به إلى أماكن غير طاهرة أو الجلوس عليه، لما يحمله من دلالة دينية بإضافة كلمة التوحيد الإسلامية إليه، والسيف العربي الذي يرمز إلى الوطنية. يوم العَلم تأكيدًا لثقافة سعودية أصيلة تنظر للعلم السعودي نظرة فخر وتكريم، لما يحمله من معانٍ إيمانية سامية، ولما يمثله من كيان عظيم. والعَلم مر بمراحل تطور تصميم، علم إمارة الدرعية وعلم إمارة نجد وعلم مملكة نجد وعلم مملكة نجد والحجاز (1926- 1932م)، في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- عام 1973م حصلت بعض التغييرات الطفيفة على شكل العلم، وهو لا يزال الرسم المعتمد للمملكة إلى وقتنا الحالي.
انطلاقاً من قيمة العلم الوطني الممتدة عبر تاريخ الدولة السعودية منذ تأسيسها في عام 1139هـ الموافق 1727م، والذي يرمز بشهادة التوحيد التي تتوسطه إلى رسالة السلام والإسلام التي قامت عليها هذه الدولة المباركة، ويرمز بالسيف إلى القوة والأنفة وعلو الحكمة والمكانة، وعلى مدى نحو ثلاثة قرون كان هذا العلم شاهداً على حملات توحيد البلاد التي خاضتها الدولة السعودية، واتخذ منه مواطنو ومواطنات هذا الوطن راية للعز شامخة لا تُنكّس، وإيماناً بما يشكله العلم من أهمية بالغة بوصفه مظهراً من مظاهر الدولة وقوتها وسيادتها ورمزاً للتلاحم والائتلاف والوحدة الوطنية. وحيث إن يوم 27 ذي الحجة 1355هـ الموافق 11 مارس 1937م، هو اليوم الذي أقر فيه الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - العلم بشكله الذي نراه اليوم يرفرف بدلالاته العظيمة التي تشير إلى التوحيد والعدل والقوة والنماء والرخاء، جاء الأمر الملكي ليكون يوم (11 مارس) من كل عام يوماً خاصاً بالعلم، باسم (يوم العلم).
علم وطني الحبيب يبقي عاليًا شامخًا يزهو بكلمة دعوة الرسل وألوانه الجميلة التي تدلل على العطاء والنماء مثل شجرة عظيمة أصلها ثابت وفرعها في السماء. علم وطني يتزيَّن بعنوان الإسلام، ومفتاح الجنة، ونبراس التوحيد، والعروة الوثقى، وشهادة الحق: (لا إله إلا الله محمد رسول الله).
وَارْفَعِ الخَفَّاقَ أَخْضَرْ..
يَحْمِلُ النُّورَ الْمُسَطَّرْ
إنه علم مملكتنا الغالية مملكة الإنسانية.