أحمد المغلوث
يوم السبت الماضي احتفلت مملكتنا العظمى بيوم عَلَمنا الخضر الشامخ والخفاق. وكل مواطن في بلادنا عشق هذا العلم «راية» التوحيد منذ الصغر عندما كان يؤدي تحية العلم مع المئات من طلاب مدرسته ولحظة انطلاقة اليوم الدراسي يتشارك ملايين الطلاب والطالبات في تحية العلم, مشاهد لا تنسى لهؤلاء وهم يؤدون هذه التحية التي سكنت قلوبهم قبل ذاكرتهم. ولقد تعلمنا في المراحل الأولى لدراستا على أهمية العلم الوطني. من حيث الاهتمام به وحفظه في مكان يليق به أو وضعه على سارية على مختلف مباني الدولة وحتى الشركات والمؤسسات. وبالتالي تعتبر الأعلام وفي مختلف دول العالم ومنذ القدم لها أهميتها الكبرى وتعتبر أقدم الدول التي كانت تستعمل الأعلام هي الصين وذلك في الفترة (1046-256 قبل الميلاد) وحتى الفراعنة كانوا يستخدمون الأعلام من خلال استخدام بعض الرموز المستوحاة من بلادهم.
وعَلَمُنا الأخضر وكما تشير المعلومات التاريخية مر بعدة مراحل مختلفة حتى وصل إلى تصميمه الحالي وكانت بدايتها 1344هـ - 1926م عندما أمر الملك عبد العزيز المؤسس طيب الله ثراه بصياغة شكل جديد للعلم وذلك في عام 1355هـ، 1937م برقم 334 والمتضمن إقرار مقاس العلم بنسبة 150سم ×100 سم عرضاً. وعلمنا السعودي الذي احتفلنا بيومه الخالد 11 مارس الماضي يشكل لكل مواطن وحتى مقيم في أرضنا الطيبة قيمة كبرى للمملكة فله المعاني الروحية التي تجسد وحدة الوطن وتماسكه وتحت ظلاله يتنامى الشعور العام بالانتماء للوطن وطن الخير والإسلام والسلام راية التوحيد والتي لا تشبهها في العالم فهي تحمل مفردات الشهادة التي عندما يرددها إنسان ما فهدف الإسلام. فبعد أن ينطقها وحوله شهود تشهد له بأنه بات إنساناً مسلماً ما أروع المشهد وما أجمل أن يسمع الحاضرون ترديد كلماتها وكم هي جميلة بل ورائعة الجمال عندما تشاهدها مخطوطة في العلم بخلفيته القماشية الخضراء لون النمو والازدهار وحتى الحياة.
لذلك لا عحب عندما يشاهد الواحد منا علمنا على ساريته أو من خلال أجهزة التلفزيون أو عبر فديوهات رواد التواصل الاجتماعي وكيف انتشر عبرها خفاقاً طوال الأيام الماضية ومعه خفقت قلوبنا وتضاعفت مشاعرنا كيف لنا ونحن نشاهد علم الوطن في تهاتي المعلنين المحبين للوطن وقيادته وكيف تناقلت الملايين من التغريدات صور ولوحات علمنا الأخضر الخفاق. وكشفت هذه الوسائل في الإعلام الجديد مدى عشقنا وحبنا له.
وبتواضع أشير إلى عدد كبير من الأحبة اتصلوا بي طالبين أن أغرد بلوحتى التي رسمتها لخادم الحرمين الشريفين وهو يقبل العلم وكذلك لوحة لسيدي ولي عهدنا الأمين وهو يقبل العلم. وكم كانت سعادتي كبيرة وأنا أشاهد العشرات وهم يعيدون إرسالها لأصحابهم ومتابعيهم. يذكرني هذا كيف كانت أعداد صحفنا السعودية كيف كانت تختفي حال وصولها لنقاط التوزيع في مختلف مناطق ومحافظات المملكة عندما تكون الأعداد خاصة باليوم الوطني أو توثيقاً لمناسبات وأحداث هامة.
كان البعض من عشاق الصحف خصوصاً الأعداد الخاصة والتي تزدان بالعلم الأخضر وصور القيادة والتهاني والتعبير عن الوفاء والولاء. لها أبعادها ورسالاتها الوطنية التي توثق مناسبة لها قيمتها واعتباراتها المختلفة الأمر الذي يجعل من أعداد هذه الصحف سجلاً حافلاً بالمعلومات والصور التاريخية. ومن هنا نجد أن مناسبة يوم العلم باتت مناسبة جديرة بالتقدير والاهتمام وهاهو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان متعه الله بالصحة وطول العمر يغرد في تويتر: أن الاحتفاء بيوم العلم يأتي تأكيداً على الاعتزاز بهويتنا الوطنية وبرمزيته التاريخية ذات الدلالات العظيمة والمضامين العميقة التي تجد ثوابت وتعد مصدراً للفخر بتاريخنا.