د.نايف الحمد
للهلال - هذا النادي العاصمي الكبير - قصة مع المجد، ويبدو أن الأحلام الكبيرة كانت هي اللبنة الأولى التي وضعها مؤسسه الراحل عبدالرحمن بن سعيد في بناء هذا الكيان فأصبحت جزءًا من شخصيته، وبات المتيمون به لا يتوقفون عن الأحلام، بل ويحققونها.
الأحلام ما زالت تطارد الهلاليين ويطاردونها، وتدفعهم لتحقيق المزيد من المجد والإنجازات.. فقبل 2019 كانت أحلامهم مرتبطة بالعودة للزعامة القارية واستعادة لقب القارة المفقود والتواجد في كأس العالم للأندية للرد على أولئك الذين أصمّوا آذانهم وصوروا أن المشاركة تعني منتهي الأمل وغاية الطموح! أما الهلاليون فقد تحولت أحلامهم إلى تحقيق مركز متقدم بين أندية العالم فحققوا المركز الرابع في مناسبتين قبل أن يصلوا للنهائي في النسخة الأخيرة وينتزعوا وصافة العالم.
اليوم لم يعد هذا الإنجاز مرضياً، إذ واصل الهلاليون عاداتهم في رفع سقف أحلامهم ولم يبقَ لهم من الأحلام سوى تحقيق كأس العالم للأندية.
يا لهذا الهلال! إنهم لا يكتفون! وإن حققوا هذه البطولة العالمية سيبحثون عن حلم جديد ومجد جديد.. فهذا قدرهم.
ما يفعله الهلال - تحديداً هذا الموسم - هو ضرب من ضروب الخيال! فقد حوّل الزعيم القاعدة التي تجعل من العراقيل سبباً في الفشل إلى سبب في النجاح والتحدي، وجعل تلك المعوقات مجرد حواجز أمام خيل أصيل يستطيع قفزها بأريحية ودون عناء؛ وكلما وضعت حواجز أعلى زاد في سرعته وتطاول لها مسجلاً أرقاماً قياسية وقفزات إعجازية.
عندما نتحدث عن الهلال فبالتأكيد أن أول ما يتبادر لأذهاننا المجد والفخامة والزعامة والإعجاز.. فهذا الفريق أصاب جماهيره بالدهشة وأصاب خصومه بالعجز، فكلما أمعنوا في محاربته زاد في مجده وتألقه، وهو الوحيد القادر على تحويل انكساراته إلى انتصارات مدوّيه يصعب على خصومه حتى الحلم بتحقيقها! وأظنهم سيحجمون عن محاربته علّه يتوقف عن محاولة تحقيق الإعجاز.
نقطة آخر السطر
في مباراة الهلال الدورية مع التعاون عاد الهلال لرونقه الجميل وأحكم قبضته على تفاصيل المباراة وتجلى وأثخن شباك منافسه برباعية مع الرأفة وأظهر رغبته القوية في المنافسة على بطولة الدوري.. وجماهير الموج الأزرق تريد من الفريق أن يكون حاضراً في كل مبارياته بشخصيته حتى موعد الحسم في نهائي القارة في 29 ابريل وهو الموعد الأهم فيما تبقى من منافسات هذا الموسم.