خالد بن حمد المالك
بعد الإعلان عن إنشاء مطار الملك سلمان كأكبر مطار بالمنطقة بفترة زمنية قصيرة، تأتي البشرى الجديدة بالإعلان عن تأسيس شركة (طيران الرياض) ناقلاً سعودياً جديداً يليق بموقع المملكة الإستراتيجي الذي يربط بين ثلاث من أهم قارات العالم، هي آسيا وإفريقيا وأوروبا.
* *
هذا الحدث الجديد سوف يعمل على رفع القدرة التنافسية للشركات الوطنية، وبما يتسق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، خاصة وأن الشركة الجديدة سوف تمتلك أسطولاً من الطائرات المتطورة، وتستهدف من خلال هذا الأسطول تطبيق أفضل الممارسات العالمية في مجال الطيران.
* *
هذا المشروع النوعي في مجال الطيران، يتميز أيضاً في أنه سيصل إلى أكثر من 100 وجهة حول العالم بحلول العالم 2030م وبخدمات استثنائية، وصولاً لرفع الاستدامة المالية لمنظومة قطاع الطيران، وتعزيز تنافستها عالمياً.
* *
هذه التفاصيل ليست من قولي، ولكنها ضمن ما أعلنه ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان عن الناقل الوطني الجديد، الذي أشار إلى أن «طيران الرياض» سوف يوفر أحدث التقنيات الرقمية للريادة في هذا المجال.
* *
وفي البيان إشارات مهمة عن أن «طيران الرياض» سيقوده نخبة من الخبراء المحليين والدوليين، ويرأس مجلس إدارتها محافظ صندوق الاستثمارات العامة الأستاذ ياسر الرميان، فيما تم تعيين توني دوغلاس من الآن رئيساً تنفيذياً للشركة، للاستفادة من خبرته التي تفوق الـ40 عاماً في قطاع النقل والخدمات اللوجستية.
* *
وكون شركة «طيران الرياض» مملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، يعني أن قدرات الصندوق المالية وخبراته الاستثمارية سوف تسهم في تمكين الشركة من التوسع في عملياتها التشغيلية، بما يدعم خططها المستقبلية لتكون شركة وطنية رائدة وعالمية في قطاع الطيران، كما جاء ذلك في تصريح سمو ولي العهد.
* *
ومن ضمن المستهدفات من إنشاء الشركة - وهي كثيرة - إطلاق المزيد من الفرص للسياح والزائرين من جميع أنحاء العالم للوصول إلى أجمل المواقع السياحية والطبيعية في المملكة، وبالتالي لتكون مدينة الرياض بوابة للعالم، ووجهة للنقل والتجارة والسياحة.
* *
يقول الإفصاح عن تأسيس صندوق الاستثمارات لشركة «طيران الرياض» أنها سوف تساهم في نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للمملكة بقيمة تصل إلى 75 مليار ريال، واستحداث أكثر من 200 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
* *
وشركة «طيران الرياض» سوف تتخذ من الرياض مركزاً رئيساً لإدارة عملياتها التشغيلية، ومنطلقاً لرحلاتها، وهذا يذكرنا بما كان يقوله سمو ولي العهد بأن عدد سكان الرياض سوف يصل إلى 20 مليوناً وأكثر، وأن الرياض مهيأة بإمكاناتها الكبيرة كمدينة اقتصادية كبرى على التفاعل مع هذه التطورات المتسارعة.
* *
وبتأسيس شركة «طيران الرياض» تكون المملكة قد دخلت في حقبة جديدة في مجال السفر والطيران عبر زيادة خيارات النقل الجوي، تزامناً مع زيادة أعداد المسافرين من المملكة وإليها، ورفع الطاقة الاستيعابية لخدمات النقل والشحن والخدمات اللوجستية الإستراتيجية، كما أشار إليه تصريح الأمير محمد بن سلمان.
* *
لاحظوا أن الإعلان عن تأسيس شركة «طيران الرياض» تزامن مع الإعلان عن إنشاء مطار الملك سلمان، وأن هذه العلاقة سوف تدفع بحركة النقل الجوي بين الرياض ومختلف دول العالم، بما يجعل الوصول إلى المملكة والمغادرة منها ميسرة، وممزوجة بطابع الضيافة السعودية الأصيل.
* *
ومع كل مشروع عملاق، كهذا المشروع وغيره، يزداد الأمل، ويرتفع سقف الطموح، وتتسع الفرحة لدى كل مواطن، فالمملكة اليوم غيرها بالأمس، وهي غداً سوف تكون أكثر إسعاداً لمواطنيها وللمقيمين فيها، ولمن يزورها سائحاً ليرى فيها ما لا يجده في غيرها من الدول، وما زال هناك المزيد من البشائر، فنحن في عهد يفعل أكثر مما يقول، والأفعال لديه قبل الأقوال، فانتظروا.