عبده الأسمري
ما بين حصيلة «المعرفة» ومحصلة» الثقافة» حصد «الناتج» المؤكد من قسمة الأدب على التعلّم وظل القاسم المشترك لمحافل الأدب والعدد الصحيح في «معادلة» الشعر والرقم الصعب في «اعتدال» الشعور وسط «أروقة» البحث خطب ود «التاريخ» ووظف مد «الترسيخ» وبنى صروح «الموهبة» من طموح «الهبة» ليشعل «الضياء» في مسارب «الانتظار» ويؤصل «الإمضاء» في مشارب «الاقتدار»..
أضاء «قناديل» الموهبة في سماء «القصائد» فكان الابن البار الذي قبل «جبين» الوطن وتقبل «أنين» الذاكرة وأقبل يمتطي «صهوة «الكفاح» باحثاً عن أسرار «المهارة» ومستبحثاً عن «علانية» «الجدارة» تاركاً في فضاء المسيرة سعة الاطلاع ومتعة الإبداع.
إنه التربوي والأديب الشاعر فاروق بنجر أحد أبرز الشعراء والباحثين والأدباء في الوطن والخليج.بوجه حجازي الملامح تعلوه ابتسامة الرضا وتملؤه استدامة اللين مع تقاسيم مكاوية بحكم النشأة واحتكام التنشئة وعينان تنضخان بلمحات الفطنة وتسطعان بومضات الدراية مع محيا زاهي يعتمر الأزياء الوطنية وشخصية عاطرة بالنبل وماطرة بالرفق مسكونة بالتعامل النبيل والتكامل الأصيل تتعامد على صفات حسنة قوامها «الرقي» ومقامها «السمو» وكاريزما تشع بالتمكن اللغوي وتسطع بالتمكين التربوي وصوت جهوري خليط ما بين لهجة حجازية ولكنة مجازية في مجالس القوم ومرابع الديار ولغة فصحية عصماء في منصات الشعر ومحافل التربية وحصيفة بيضاء في مواقع الحدث ومواطن الحديث ومخزون فكري زاخر بالثقافة وفاخر بالحصافة قضى بنجر من عمره «عقود» وهو يرفع «مقامات» الشعر في أصداء الأمسيات ويرسخ «قوائم» الفكر في آفاق المناسبات ويرسم خرائط «التوجيه» ويؤصل طرائق» التربية» في إضاءات التعليم تربوياً وشاعراً وأديباَ وباحثاً وضع له «مقام» الأثر أمام بصر الناظرين وصنع له «إلهام» التأثير حول إنصات السامعين ليترك اسمه في «قوائم» المبدعين و»مقامات» «البارعين».
في مكة المكرمة منبع البركات ونبع الصالحات ولد عام 1949 في نهار مشع بالبشائر وابتهجت أسرته الشهيرة بالمكارم بمقدمه واحتفلت البيوت المكية المتجاورة في المكان والمتحدة في الفرح بالمباركة والمشاركة..وتفتحت عيناه على «رياحين» الاعتناء في كنف أب كريم و»مضامين» الدعاء من قلب أم عطوفة فامتلأ وجدانه صغيراً ببهجة الإيمان ومهجة الحنان.
ركض بنجر طفلاً مع أقرانه على ثرى مكة الطاهر بين أحياء «الشامية» و»أجياد» و»الشبيكة» مطلاً من على جبل الكعبة لرؤية البياض الغامر في «جموع» الحجاج والمعتمرين وهم يؤودن «النسك».. وظل يقتنص «أحداث» الكدح في صباحات «البسطاء» و»أحاديث» المدح في نهارات «الوجهاء» متنشياً روائح «البخور» بين منازل الطيبين ولوائح «النور» في نوازل الصابرين فاكتملت في ذهنه مواسم «الفلاح» ومراسم «الصلاح».
تعتقت روحه بأنفاس «السكينة» وتشرّبت نفسه نفائس «الروحانية» وامتلأت سريرته بنسمات «الطمأنينة» بين الحطيم ومقام إبراهيم وانتعشت أعماقه بعطر زمزم وانتشت آفاقه بعبير الطواف فظل يتروحن مع «المشهد» الفريد في جنبات البيت العتيق مجللاً بأثير السخاء ومكللاً بأثر الاحتفاء.
غمس قلمه في «حبر» العبر وحول النصوص إلى وقار والقصائد إلى استقرار والمعاني إلى «قرار» وانطلق راشداً يرتب «مواعيد» التأليف على أسوار الإنتاج ويقطف «عناقيد» التوصيف من أغوار البحوث.
ارتهن إلى عزائم التفوق وموجبات التميز وأنهى تعليمه العام ثم حصل على بكالوريوس اللغة العربية من جامعة الملك سعود عام 1972، ثم التحق ببعثة وحصل على ماجستير الإدارة التربوية العامة من جامعة أوكلاهوما، عام 1979، وطور مهاراته اللغوية والعلمية من خلال تنقلاته في كل من الولايات المتحدة والمكسيك، ثم عمل بعد حصوله على الماجستير في الإدارة العامة للتربية والتعليم في مكة لمدة 27 سنة .
ولي بنجر قبلة اهتمامه شطر تاريخ التعليم في مكة ومضى يوطد علاقة الإنسان بالمكان وظل «ثاوياً» في أهل التراث ناصباً «شراع» البحث مبحراً بين محيطات الأسر المكية معلناً جهر «الوصايا» من سر «العطايا».
ولأنه مسكون بالانفراد كان الأديب السعودي الوحيد الذي عاصر المؤتمرات الأربعة للأدباء السعوديين.
اغتنم بنجر من الرواد إضاءات «الحرف» وإمضاءات «الاحتراف»، حيث تعلَّم من طاهر زمخشري سحر القوافي ومن حسين عرب رقي المعني ومن عبد الله بن إدريس جمال النظم ومن عبد القدوس الأنصاري رونق النص وتعين عضوًا في مجلس إدارة نادي مكة الأدبي عام 2006 وأشرف وأعد بعض البحوث والدراسات للنادي وله إسهامات في إذاعة جدة وشارك في برامج تربوية متعددة وألف نحو 11 مؤلفاً ما بين المطبوع والمخطوط ومنها ديوان شعري بعنوان (زمن لصباح القلب) وله كتب في تاريخ التعليم مثل (تاريخ التعليم في مكة المكرمة ورجالاته) في أربعة أجزاء بتأليف مشترك، إضافة إلى مشاركته في تعديل منهج (المعلم في القراءة والأناشيد) للصف الثالث الابتدائي، الصادر عن وزارة التعليم (المعارف سابقًا) عام 1997. وكتاب عبد الله عبد الجبار. المربي والمفكر والأديب الناقد. ومكة رائدة التعليم وكتاب بعنوان عبد الله الجفري: مبدع الكلمة، وصوت الوجدان وغيرها من الكتب.
دمج بنجر بين «حال» الأبيات و»أحوال» الإثبات فظل يكتب «حولية» الشعر من إلهام «الروح» وإسهام «النفس» ليتخذ سبيله في «الصبر» عجباً منتجاً «توليفة» من المحاسن اللغوية والمفاتن الشعرية ليعرض إنتاجه ما بين «إغراء» المتلقي و»إثراء» المتذوق..وقف بنجر على «مسافات» متوازية من «الدواعي» و»المساعي» راكضاً باتزان ما بين أصالة إجبارية وحداثة اختيارية ليقطف «ثمار» الوفاء ويجني «استثمار» الاستيفاء.
توارى بعيداً عن «الفلاشات» مبتعداً عن «الأضواء» ليقينه بأن «الظهور» مرتبط بالصعود على «حقائق» الأعمال والإنجاز في «شهادات» الإنصاف والارتقاء إلى «منصات» الوقائع.فاروق بنجر.. الشاعر الماهر والأديب الزاهر والتربوي الباهر الذي صنع «الفرق» وأوجد «الفارق» في «إضاءات» المعارف و»إمضاءات» المشارف.