علي الزهراني (السعلي)
إذا واستكمالا لما بدأته منذ مقالي الأول حول شرح وتفسير معنى المقالة وفيه معنى المقالة بنظرة سعلية وقلت فيه كتابة:
فنٌ قائمٌ بذاته، يبحث عن قلق الأسئلة في نفس كاتبها، مرتكزا على ما يطرحه المجتمع من قضايا،بأسلوبٍ سلس سهل ممتنع يغيّر ملامح القارئ عندما يقرأ يثيره يستفزه في كل جزء من مقالته بخطة مدروسة وبلا خطة هكذا عفو الخاطر..
نأتي الآن إلى أهم شروطها بالتفصيل والشرح:
- المقدمة هنا يختلف الكتّاب فيها، فمنهم من يبدأ ببيت شِعْر، قصة خفيفة لا تتعدى السطرين، مقولة مهمة غربية، وهكذا ومنها ينطلق… محدثكم يبدأ عادة بمقولات عربية من كتب قرأها وسبق أن دونها من خلال قراءاته وقليلا تجده يأتي بمقولة من بنات أفكاره ويبني عليها ثوبه الكتابي، لكن السؤال المهم هنا لماذا نبدأ بمقدمة ولماذا هي قصيرة غالبا؟ الإجابة بسيطة حتى لا يملّ القارئ ولا يشتت انتباهه وتركيزه، وهذا لعمري مهم جدا فهي الفيصل بين إكمال المتلقي أو انزياح عينيه عن قراءة الباقي!
أما لماذا مقدمة في بداية المقالة؟ لأنها العتبة الثانية بعد وضع العنوان فكلما استحسنها القارئ انطلق بنهم في قراءة الباقي مثال:
( القرّاء هم أغبياء بالأصل وواحد ذكي جدا قالها وهو معتد بنفسه، قذف بقلمه جانبا وأبقى الغطاء في جيبه الأمامي، وراح يوزّع ابتساماته على الجميع، هناك قلم متكئ يضحك، نظر إليه غاضبا تركه خلفه وعند أول كتابة له تناثرت الأوراق الصفراء).
- العرض وهنا لُبّ المقالة وفيها شيء من الشرح وقليل من التفاصيل بحيث تكون مفعمة بالحركة نعم الحركة حركة عيني القارئ يتتبع وإن لزم الأمر أعاد القراءة مرة أخرى، وهذا مهم ودليل على نجاح المقالة في أغلب الأحيان، ومهم لكاتب المقالة أن يكون طرحه مفيدا وموجها ومقننا لغرض واحد ورسالة واحدة يودّ أن يوصلها للقراء بطريقة سهلة ولا تعقيد فيها لا يتفلسف ولا يقعرها بحمولات تثقل المتلقي وترهقه قراءة.
- الختام وتسمى النهاية وفيها يلمّ فيه الكاتب في مقالته ما تناثر في المقدمة والعرض باختصارات تربط المتلقي بما قرأه منذ أول حرف إلى الخاتمة وهي خلاصة الخلاصة من مقالته… وسأفرد مقالا ثالثا حول إبداع العناوين وأنواع المقالة حتى يستطيع المبتدئ والكاتب عموما كيف يتخصص في كتابته وكيف يبدأ وكيف ينطلق بإذن الله.
سطر وفاصلة
هاك صوتي ودع حرفي
دعني بين نحو وصرف
اقطع امداد خطي
ودعني أعيش بين طيات
إملائي
قطعني إربا إربا واترك لي
بعض أشلائي
نزر أشيائي.