هناك العديد من الرموز الوطنية التي أثرت الحياة الثقافية، وقدمت العديد من الخدمات التي استفادت منها المؤسسات الفكرية والثقافية والتعليمية، مما كان له عظيم الأثر في نشر وتوسيع دائرة الاهتمام الثقافي والفكري في المجتمع، ومن تلك الشخصيات الدكتور محمد بن عبدالله المشوح.

فالدكتور المشوح قامة ثقافية وطنية، أديب أريب شديد الفطنة والذكاء، فهو اليوم يعد من أبرز الوجوه على المشهد الثقافي السعودي، له معرفة بالأشخاص فهو رجل اجتماعي من أسرة كريمة عريقة من أسر بريدة، لها تاريخ معروف في التجارة والزراعة ورحالات العقيلات الشهيرة، تعلم وعمل وكافح ووصل إلى هذه المكانة بجده واجتهاده، فهو عضو في العديد من المجالس واللجان والاتحادات، مشاركًا في الملتقيات والدورات الشرعية داخل المملكة وخارجها.

وما يبهرك في منتدى الثلوثية الثقافي هو التنوع الكبير في ضيوفها من مختلف الأعمار والتخصصات والمناصب والمقامات وما يطرح من موضوعات، فضلًا عن مناسبات التكريم لعلماء وأدباء وباحثين ومسؤولين، وأعتز بأنني كنت أحد المكرمين في هذا الصالون العريق، ولقد كسبت معرفة العديد من الشخصيات المتنوعة من خلال حضوري المتكرر لهذا المنتدى، وإن حلية الثقافة والأدب التي يتصف بها الدكتور المشوح يدعمها بعد ثالث وهو دراسته الشرعية، ومعرفته بالأنظمة والتشريعات التي منحته فضاء رحبا للانطلاق، ومساحة مرنة قابلة للاتساع معززة بلباقة وذكاء فطري، جعلته ينتشر معرفة وتعارفًا ومحبة. اجتمعت فيه هذه الصفات وسخر لها كل إمكاناته الفكرية والمعنوية والمادية في خدمة الأدب والثقافة، فأصبح نجما لامعا في سماء المشهد الثقافي السعودي.

لقد صاغ العلامة معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي رحمه الله مؤلفاته وحبرها وأودعها ذخائر خبراته بشكل يدعو للإعجاب والإكبار، لكن لدار الثلوثية إسهامها الكبير في طباعتها ونشرها والإعلام عنها، مما جعل هذه الدار مرجعا لمؤلفات السير والتراجم والتراث التي يشتاق الناس لها، إضافة إلى مؤلفات الدكتور محمد المشوح العديدة ومقالاته في الصحف والمجلات، فهو حقًا محب للأدب مولع بالثقافة والتراث أي أنه صاحب رسالة ثقافية وفكرية واجتماعية سخر لها جل جهده ووقته وأعتز بأنه صدر لي من خلال دار الثلوثية ثلاثة من مؤلفاتي.

والدكتور محمد المشوح لا يقتصر على مصادر المعلومات في الداخل فقط بل يسافر للبلدان في الخارج لزيارة المكتبات الشهيرة وحضور معارض الكتب والالتقاء بالمشايخ والعلماء والباحثين والمفكرين، إضافة لدوره الإعلامي في لقاء العلماء في برامج الإذاعة منها البرنامج الشهير (حول العالم مشاهد ورحلات) مع العلامة الرحالة معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي رحمه الله، إنه الدكتور محمد المشوح وفقه الله قد شق له طريق اختطه بنفسه فنجح وأفلح فهو اليوم أحد الرموز الذي يشار إليهم بالبنان.

** **

د. عبدالرحمن بن عبدالله المشيقح - عضو مجلس الشورى سابقًا - رئيس مجلس أمناء جامعة المستقبل