أ.د.عثمان بن صالح العامر
كما أننا بلد لا يماثله بلد، ووطن ميزه الله عز وجل عن كل بقاع الأرض، فكذلك علمنا الذي لا نُكس هو أيضاً يختلف عن كل الأعلام، كيف لا ومكتوب على أرضه الخضراء (لا إله إلا الله محمد رسول الله) التي هي الحد الفاصل بين حال الكفر وحال الإيمان، كيف لا ومرسوم عليه سيفان ونجله (عنوان للتنمية والأمن) معاً في هذا الوطن المعطاء المملكة العربية السعودية، إذ نص النظام الأساسي للحكم في مادته الثالثة على:
يكون علم الدولة كما يلي:
أ - لونه أخضر.
ب - عرضه يساوي ثلثي طوله.
ج - تتوسطه كلمة: (لا إله إلا الله محمد رسول الله) تحتها سيف مسلول، ولا ينكس العلم أبدًا. ويبين النظام الأحكام المتعلقة به.
وجاء في المادة الرابعة:
(شعار الدولة سيفان متقاطعان، ونخلة وسط فراغهما الأعلى، ويحدد النظام نشيد الدولة وأوسمتها).
وقد صدر في مطلع شهر مارس الجاري الأمر الملكي من لدن مقام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، (سيد الكلمة ورجل التاريخ)، ما نصه: (بعد الاطلاع على النظام الأساسي للحكم، الصادر بالأمر الملكي رقم (أ/ 90) بتاريخ 27/ 8/ 1412هـ.
وبعد الاطلاع على نظام العلم للمملكة العربية السعودية، الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/ 3) بتاريخ 10/ 2/ 1393هـ.
وانطلاقاً من قيمة العلم الوطني الممتدة عبر تاريخ الدولة السعودية منذ تأسيسها في عام 1139هـ الموافق 1727م، والذي يرمز بشهادة التوحيد التي تتوسطه إلى رسالة السلام والإسلام التي قامت عليها هذه الدولة المباركة ويرمز بالسيف إلى القوة والأنفة وعلو الحكمة والمكانة، وعلى مدى نحو ثلاثة قرون كان هذا العلم شاهداً على حملات توحيد البلاد التي خاضتها الدولة السعودية، واتخذ منه مواطنو ومواطنات هذا الوطن راية للعز شامخة لا تُنكّس، وإيماناً بما يشكله العلم من أهمية بالغة بوصفه مظهراً من مظاهر الدولة وقوتها وسيادتها ورمزاً للتلاحم والائتلاف والوحدة الوطنية.
وحيث إن يوم 27 ذي الحجة 1355هـ الموافق 11 مارس 1937م، هو اليوم الذي أقر فيه الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - العلم بشكله الذي نراه اليوم يرفرف بدلالاته العظيمة التي تشير إلى التوحيد والعدل والقوة والنماء والرخاء.
أمرنا بما هو آت:
أولاً: يكون يوم (11 مارس) من كل عام يوماً خاصاً بالعلم، باسم (يوم العلم).
ثانياً: يبلغ أمرنا هذا للجهات المختصة لاعتماده وتنفيذه.
سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
إن لهذا العلم المميز تاريخ حافل بالأحداث والوقائع، فكم خاض قادتنا ورجال أمننا الأشاوس تحته من معارك، وكم كان حاضراً في مناسبات وطنية خالدة، وكم رُفع في محافل دولية ومناسبة عالمية ثقافية وسياسية واقتصادية وعسكرية، وكم وقف أمامه من أناس في مؤسسات دولية ومحلية، حكومية وخاصة متأملين في طبيعته، ومكوناته، وكم... وكم... وحقه علينا - وهو الذي نص النظام الأساسي للحكم أنه لا ينكس - أن يظل مرفوعاً فوق رؤوسنا، مقدراً في قلوبنا، حاضراً في محافلنا ومناسباتنا الخاصة منها والعامة، معززًا في قاعاتنا وملاعبنا، في بيوتنا وشوارعنا، عند صغارنا وكبارنا، ذكرنا وأنثا على حد سواء، فلا يُهان أبدًا، ولا يتعرض للبتذال مهما كان، ففيه كلمة التوحيد الخالدة إلى يوم الدين، وهو رمز التنمية والأمن معاً، فالنخلة عنوان الخير والعطاء، والسيف برهان القوة في الحق من أجل أن يسود الأمن وتطمئن النفوس (أمن وتنمية في ظل كلمة التوحيد الخالدة). حفظ الله عقيدتنا، وحرس قادتنا، وحمى بلادنا، ونصر جندنا، ووحّد صفنا، وجمع كلمة علمائنا ومثقفينا، ووقانا شرَّ من به شرّ، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء والسلام.