سهوب بغدادي
فيما يُعرف علم الفراسة أو «علم التنظير» بأنه «علم من العلوم الطبيعية تُعرف بهِ أخلاق وطبائع الناس الباطنة من النظر إلى أحوالهم الظاهرة كالألوان والأشكال والأعضاء، أو هي الاستدلال بالخلق الظاهر على الخلق الباطن»، ويعود تاريخ فكرة تحليل الشخصية إلى الأسرة البابلية، وتوجد سجلات يتبين فيها أن هذا التحليل يعود بالأصل إلى أرسطو، حيث انتشر خلال الفترة القريبة الماضية حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الشخصيات التي تنشر محتوى عن علم الفراسة وطرق التعامل مع كل شخص على حدة بحسب التعابير الشخصية والملامح الفارقة التي وهبها الله لكل شخص، من هنا، يبرز التساؤل الأكبر عما إذا كان هذا العلم مكتسبًا أم موهبة. بحسب بعض الممارسين لهذا العلم أن الفراسة تكون هبة ومكتسبة في بعض الأحيان، فمن شبَّ في عائلة تعرف بالفراسة فمن المرجح أن يكون عالمًا في المجال لاحقًا، لذا نرى هذه الظاهرة منتشرة، كأن تكون عائلة معروفة بالشعر والأدب فيبرز فيها شعراء مميزون بالفصاحة، أو بالأطباء فيكون الطفل طبيبًا عندما يكبر، أو مثل عائلة الموسيقار النمساوي والمؤلف الموسيقي موزارت الذي وجد نفسه في عائلة ممتدة من الموسيقيين لذا قام بتأليف أولى مقطوعاته في عمر الرابعة فقط، وذاع صيته مع معزوفته الشهيرة «كونشيرتو» وهو في عمر 21 عامًا، لذلك أي علم أو مهنة، أو مهارة قابلة للتعلم والاكتساب بغض النظر عن عمقها وماهيتها، من خلال التسلح بما يلزم من المعرفة والممارسة والتعرض لجنباتها، وقد عُرف علم اقتفاء الأثر قديمًا لدى العرب لما كانت الحاجة بارزة لهذا الأمر في الحروب وتحقيق الأمان وغيرها، أيضًا كانت البيئة مواتية لاستمرار ممارسة اقتفاء الأثر، في هذا الإطار، قد نُعلِّم أبناءنا عادات جيدة أو خلافها من خلال ملاحظتهم لنا في الأفعال والأقوال، لذا يجب علينا أن نغذي فيهم حب العلم والاستطلاع والمهارات النافعة بإذن الله.