علي الصحن
عاد الهلال من مشاركتيه العالمية والقارية وتوقع مدرجه أنه عاد لاكتساح منافسيه في الدوري المحلي وبدء حملة الدفاع الحقيقية عن لقبه، وأنه سيعوض ظهوره المتواضع في المنافسات المحلية والذي كلفه خسارة السوبر ونزيف نقاط غريب في الدوري. ولكن هيهات هيهات، فلم يلبث الهلال إلا أن عاد للواقع الذي فرضته ظروفه وقدرات مدربه، فخسر في ظرف خمسة أيام مواجهتين أمام فريقين من فرق الوسط، وأهدر خمس نقاط أخرى رمت حظوظه في مهب الريح، ونقلته من دائرة الشك بفقدان اللقب إلى درجة اليقين.
الهلال يعاني إما من الغيابات وتواضع مستوى معظم لاعبيه الأجاتب، أو من قدرات وقرارات مدربه دياز والتي كشفتها مباريات النفس الطويل ومباريات فرق الوسط التي تمكنك من الاستحواذ على الكرة، وتذهب إلى التكتل في الخلف وتعتمد أساليب فنية تحتاج إلى مدرب متمكن لقراءتها وكسرها، ويحدث ذلك كله في وقت أصبحت فيه طريقة مدرب الهلال واضحة سهلة القراءة لجميع المنافسين، وأصبح معها الاستحواذ مجرد رقم لا يسمن ولا يغني من جوع.
«في الدوري هذا الموسم خسر من التعاون وكان متقدمًا، عادله الشباب وكان متقدمًا، وعادله النصر أيضًا وكان متقدمًا حتى الدقيقة (88) وعادله الرائد وكان متقدمًا، وعادله ضمك وكان متقدمًا، عادله الوحدة وكان متقدمًا قبل أن يخسر من الفتح. هذا هو الهلال مع دياز، لا يستطيع حتى الحفاظ على تقدمه، بل إن ضمك والوحدة لحقا به بعد «التسعين» في إشارة واضحة إلى عدم قدرة مدربه على ضبط الأمور الفنية، وإلا فما معنى أن تخسر تقدمك أكثر من (6) مرات؟
ما يحدث للهلال يجب أن تراجعه الإدارة بشكل دقيق، وأن تحاسب كل مقصر، وأن تناقش اللاعبين أيضاً عن تراجع مستوياتهم وضعف ردة الفعل لديهم، فهم في النهاية لاعبون محترفون، وليس مقبولاً أن يظهر الفريق معهم بهذا الشكل.
كتبت هنا في يناير الماضي: «عندما يفوز الفريق في المباريات القوية وأمام الفرق المنافسة، ويفرِّط بالنقاط أمام فرق الوسط فهذا بالتأكيد بسبب عمل المدرب والتحضير النفسي الذي يفترض أن تقوم به إدارته للاعبين. في المباريات الكبيرة والتنافسية يعرف كل لاعب واجباته، ويحرص على الظهور بالمظهر الفني الأفضل، وليس بحاجة لمن يذكِّره بذلك، وفي المباريات الأقل يكون الحافز لديه أقل، وهنا يظهر دور المدرب والإداري، وهذا ليس رأيي وحدي، بل رأي كثيرين ومنهم من عمل بالأندية»... وهذا ما ينطبق على الهلال في المرحلة الماضية، فهل من حل يعيد ترتيب الأمور قبل أن يجد نفسه وقد خسر كل شيء.... كل شيء؟
********
- عندما يوجد مدير تنفيذي يحمل خبرات متراكمة عاصر عشرات المدربين واللاعبين ومرت عليه أجيال عدة، فإن المنتظر منه أن يكون له دور في انتشال فريقه عند تراجعه وغياب الحافز عند لاعبيه.
- قاعدة تواضع عند الفوز وابتسم عند الخسارة، يطبقها بعض الإداريين في الأندية على طريقة: ترزز عند الفوز واختف عند الخسارة.
- لا يمكن أن ينجح المدرب عندما يكون جباناً، خاصة إذا أطلقت يده على الفريق دون أي تدخل أو نقاش أو مشورة من الدائرة المحيطة به، يكون جباناً عند التخطيط للمباراة وجباناً في منح الفرصة للاعبين الشبان وجباناً عند التغييرات والتدخل أثناء اللعب، والأسوأ عندما يكون جباناً أمام النجوم، غير قادر على فرض كلمته عليهم.