عثمان أبوبكر مالي
لقاء كروي كبير ذلك الذي يجمع يوم غدٍ الخميس بين فريقي الاتحاد والنصر في الجولة العشرين من دوري روشن، في الجوهرة المشعة بجدة.
مباراة جماهيرية منتظرة ومواجهة تاريخية في نفس الوقت، اعتبرها كثير من النقاد (مفترق طريق) للفريقين في منافساتهما القوية على صدارة الدوري ومن ثم لاحقاً بطولة الدوري، كما هو متوقع.
اللقاء يتجاوز كونه - وهذا طبيعي - مباراة ثلاث نقاط مجردة، وليس أيضاً مباراة ست نقاط؛ كما يطلق البعض عادة على مواجهات المتنافسين، وإنما هو لقاء أو (مباراة الموسم) فنتيجة المباراة ستلعب دوراً كبيراً ومحورياً في مسيرة الفريق الفائز وفرصه في التقدم والفوز ببطولة الدوري، في ظل تقلص فرص وحظوظ المنافسين الآخرين بشكل كبير، وتحديداً فريقي الهلال ( حامل اللقب) الذي يحتل المركز الخامس حالياً، وله مباراتان مؤجلتان، حتى إن فاز بهما فسيبقى في المركز الرابع خلف المتصدر بسبع نقاط، وأيضاً فريق الشباب الذي بدأ الموسم قوياً ومندفعاً ومتصدراً، قبل أن يتراجع جولة بعد أخرى، ويصبح حالياً في المركز الثالث بعد الأسبوع التاسع عشر وبفارق ست نقاط عن المتصدر.
فوز النصر بالمباراة يثبته ويقوي تمسكه بالصدارة والمركز الأول وبفارق خمس نقاط، أما فوز الاتحاد فسيجعله يحتل الصدارة وإن كان بفارق نقطة واحدة فقط، وسيشعل التنافس بينهما، أما التعادل فهو يخدم النصر والملاحقين الآخرين له، (الشباب والهلال) في حين أنه لا يخدم الاتحاد كثيراً خاصة وأن المباراة على أرضه وبين جماهيره، ولأنها أيضاً تلعب في ظل سطوة العميد وسيطرته على مواجهات العالمي في السنوات الأخيرة.
المواجهة تلعب في ظل ظروف غير متكاملة أو مواتية بالنسبة للنصر وسط غياباته الكبيرة، خاصة محترفيه الأجانب الأربعة، عكس الاتحاد المكتمل بجميع أسمائه خاصة المحترفين الأجانب السبعة، أما غياباته المحلية (حمدان الشمراني وعبدالرحمن العبود) فهما ليسا مؤثرين في الفترة الأخيرة على الإطلاق، خاصة الأول، الذي اعتبره المدرب حالياً (اللاعب الثالث) في الظهير الأيسر.
يبقى المهم أن المباراة التي سيشاهدها العالم في ثاني مواجهة لهما بوجود المهاجم الكبير والصفقة العالمية (كريستيانو رونالدو) ننتظر أن تكون مباراة يتفرغ فيها اللاعبون طوال دقائقها للأداء والأفعال الكروية ويقدمون عطاءً للفرجة ومستوى للمتعة وحواراً ميدانياً يليق بهما وتنافسهما ويليق أيضاً بالدوري الكبير وسمعته المتزايدة من غير توقفات أو مصادمات، والأهم من كل ذلك أن يقودها تحكيم إسباني (عادل) ومن غير مجاملة أو هدايا طوال المباراة بما في ذلك الوقت بدل الضائع!!.
كلام مشفر..
« المدرب الكبير أحكم سيطرته على الفريق وعناصره، واعتبر أي لاعب يحاول الخروج عن المنظومة (تفاحة فاسدة) لا تستحق البقاء والاستمرار مع المجموعة حتى لا تفسدها، وهذه نظرة (عملية) حتى وإن كان من نتائجها خسارة لاعب أو أكثر، فذلك أفضل من خسارة (مجموعة) فريق.
« الهدوء والتفرغ للعب والأداء والمستوى والبحث عن النتيجة بجماعية وليس (فردية) أنانية أهم خطوات التفوق في ((مباراة الموسم) لمن يجسد ذلك عملياً من لاعبي الفريقين ومدربيهما، بعيداً عن حكم المباراة ودون التركيز على أخطائه وصافراته (الصحيحة والخاطئة) وأيضاً دون الانسياق إلى (الأقاويل) التي أوردت عن علاقة الحكم بأي من أطرافها، والأكيد أن الحكم ـ أي حكم ـ سيبحث عن النجاح وعن التفوق وإضيف إلى ذلك عند (حكم الخميس) إعادة تقديم نفسه من خلال المباراة للعالم وليس الجماهير السعودية فقط.
« الاهتمام بطاقم التحكيم و(معرفته) وكفاءته لا يجب أن تقف عند الرباعي المعروف والمعتاد (ثلاثي حكام الميدان وحكم الفار) وإنما يجب أن يتجاوز الأمر إلى مساعد حكم الفار، وهو عادة اسم (محلي) أصبح يسند إليه أمر مهم جداً، وهو احتساب (الوقت بدل الضائع) وهو من الأهمية بمكان، خاصة وأنه يمكن أن (يخلق) شوطاً ثالثاً للمباراة فيما يحتسبه من زمن إضافي حتى إذا لم يكن في المباراة أي توقف.
« ظروف المباراة التي قد تحدث أثناء دقائقها أخطر ما فيها، وكان لحدوثها تأثير على نتائج ومواجهاتهما في سنوات كثيرة، ويبقى الاهتمام بتفاصيلها والتركيز عليها ومن ذلك (تهيئة) اللاعبين نفسياً وتجهيزهم معنوياً، أولى وأهم من أي (تفاصيل هامشية) أخرى وصغيرة فيها (هياط) أكثر من أن يكون فيها إضافة أو استفادة.