د. مساعد بن سعيد آل بخات
يعتمد نظام التعليم في دولة سنغافورة عند تعليم الصفوف الأولية على الكيف وليس الكم من خلال التركيز على تدريس الطلاب والطالبات في الصف الأول والثاني الابتدائي لمادتين هما (مادة اللغة الإنجليزية باعتبارها اللغة الأم لديهم ومادة الرياضيات)، ومن ثمّ تضاف لهاتين المادتين في الصف الثالث والرابع الابتدائي مادتان أخريان هما (مادة العلوم ومادة الدراسات الاجتماعية).
وقد كان نتاج هذا التخطيط أن أتقن معظم الطلاب والطالبات المهارات الأساسية في التعليم وهي (القراءة والكتابة والإملاء والحساب) فكانت نتائج التحصيل الدراسي والاختبارات الدولية لهم متميزة مما جعل نظام التعليم السنغافوري يحتل المرتبة الأولى من بين 140 دولة في مؤشر دافوس لجودة التعليم لعام 2021م.
وعندما نتأمل في حال نظام التعليم لدينا عند تدريس الطلاب والطالبات في الصفوف الأولية تجد العكس تمامًا، من حيث التركيز على الكم وليس على الكيف، فيتم تدريس الطلاب والطالبات من الصف الأول الابتدائي مجموعة مناهج دراسية مثل (مادة لغتي، ومادة اللغة الإنجليزية، ومادة القرآن الكريم، ومادة الدراسيات الإسلامية، ومادة الرياضيات، ومادة العلوم، ومادة مهارات حياتية.. إلخ).
فكانت مخرجات بعض الطلاب والطالبات لدينا غير مرضية من حيث إتقان المهارات الأساسية في التعليم (القراءة والكتابة والإملاء والحساب) مما جعل نظام التعليم السعودي يحتل المرتبة 43 من بين 140 دولة في مؤشر دافوس لجودة التعليم لعام 2021م.
صحيح بأن الجودة في التعليم لا تقتصر على الصفوف الأولية فقط، ولكنني من واقع ممارسة في الميدان التعليمي أُجزم بأنَّ أهم مرحلة في التعليم هي الصفوف الأولية، لماذا؟ لأنها مرحلة تأسيس، ويعتمد عليها بناء المراحل التالية.
فليس من المنطق أن أعطي طالب معادلة رياضية في الصف الأول متوسط وأتوقع منه حلها بشكلٍ صحيح وهو لا يعي كيفية استخدام جدول الضرب أو القسمة، كما أنه ليس من المنطق أن أدرس طالب في الصف الأول متوسط القواعد Grammar وهو لا يُجيد قراءة أو كتابة الحروف الإنجليزية!.
لذا آمل من معالي وزير التعليم أ. يوسف البنيان أن يعيد النظر في هذا الأمر تحقيقًا لمصلحة الطلاب والطالبات الذين يعدون أمانةً في أعناقنا، فهم بحاجة للتأسيس المتين لكي يكونوا متمكنين علميًا ومهاريًا وسلوكيًا، مما يؤهلهم مستقبلًا لاستلام دفة الأمور لتحقيق أهداف الوطن نحو التنمية المستدامة.
ختامًا..
يعتمد نظام التعليم الناجح على الكيف أكثر من الكم.