سمر المقرن
توقيت مهم، اختارته نصيرة المرأة (أم الإمارات) الشيخة فاطمة بنت مبارك، لعقد القمة العالمية للمرأة في أبو ظبي برعايتها وحضورها. بالتزامن مع ذكرى مرور مائة عام على حصول النساء على الحق في التصويت والانتخاب. وبذلك ترسخ (أم الإمارات) دورها ودور الاتحاد النسائي في دعم المرأة ومناصرة قضاياها ليس على مستوى الإمارات فقط، بل على مستوى العالم. ليكون «السلام» مرفرفاً أينما اتجهنا حيث جاء عنوان القمة: (دور القيادات النسائية في بناء السلام، والاندماج الاجتماعي، وبناء الازدهار).
وجاء مضمون هذه العناوين من خلال كلمة الشيخة فاطمة بنت مبارك التي أكدت أن «اختيار مواضيع القمة العالمية للمرأة جاء بعناية فائقة، لأنها هي الموضوعات الكبرى التي تشغل البشرية في هذه اللحظة التاريخية، فصناعة السلام أصبحت عملية صعبة ومعقدة جداً، وما أن تصل البشرية إلى لحظة تشعر فيها أنها حققت درجة من السلام والطمأنينة، سواء بين الدول أو في داخل المجتمعات، حتى تنفجر أزمات ومشاكل جديدة تحتاج منّا إلى جهود مضنية للعودة إلى حالة السلام والأمان، التي يحتاجها الإنسان لكي يعيش في طمأنينة تُمكنه من الإنتاج والاستمتاع بالحياة».
هذا جزء بسيط من كلمة عظيمة تحمل معاني قوية في نظري تبدأ بالسلام من الإنسان ذاته، من الوصول إلى حالة التصالح مع الذات حتى يبتعد عن كل ما يسبب الأزمات لنفسه وحياته ومجتمعه.
في الحقيقة، أنني رأيت صورة عظيمة قدمتها المرأة الإماراتية في هذه القمة التي عُقدت يومي 22-23 فبراير وتشرفت بحضورها والمشاركة فيها عبر سرد تجربتي الإعلامية. إضافة إلى الاطلاع على التجارب العالمية بحضور عدد كبير من القيادات النسائية «المهمة» من كل دول العالم، بحضور وزيرات وقيادات سياسية واجتماعية واقتصادية، بل وبحضور الرجل الداعم والمساند للمرأة، والمتمثل في حضور وكلمة الدكتور علي النعيمي، رئيس اللجنة المنظمة للقمة، التي لاقت تشجيعاً نسائياً وتصفيقاً حارًا.
ولم تكن هذه التجارب والنقاشات على صعيد المنصات فقط، بل أتيح المجال للتعارف بنوعية نسائية قيادية عالية المستوى وتبادل الخبرات والتجارب والذي وجدت فيها كثيراً من التشابه مع كثير من الاختلافات.
إن وجود هذه القمة العالمية للمرأة في دولة خليجية وتحديداً دولة الإمارات، هي منبر لصوت السلام والمحبة والتعايش والتذكير بالأدوار العظيمة للمرأة، لمست الكثير من هذه المعاني وأنا أرى النساء الإماراتيات من كل الأعمار يحلقن كفراشات «سلام» بمحبة وفخر واعتزاز، وجود أيضاً رائدات إماراتيات في هذه المناسبة المهمة جعلني أدرك بعدم وجود أي فجوة بين الأجيال الإماراتية، وأن الطريق الثاني يُكمل الأول، وهذا المفهوم مهم ترسيخه لأن الجيل الجديد كلما أفتقد الشعور بمن سبقوه سيظل بلا ملامح!