علي الخزيم
يتحدثون بكل مُنتدىً عن أهمية إطراء وإشهار ومدح كل تلميذ وطالب مُجتهد بتحصيله التعليمي والعلمي؛ وكل مُخلِص بعمله ووظيفته، وإبراز كل مسؤول يتفانى بعمله ويَعْدِل بين مرؤوسيه، وكل مبادر مُبتكِر مُنجِز يحقق لمؤسسته ومنشأته تقدماً ملموساً ونجاحات مُطَّردة تتماهَى مع ما ترسمه القيادة للنهج الذي يؤمَّل أن تكون عليه الجهات الخدمية بالدولة كافة، وتتضافر مع الرؤية السعودية المباركة 2030، وما ترمي إليه حكومتنا الرشيدة من السعي لتحقيق المزيد من مفاهيم ومعايير جودة الحياة للمواطن والمقيم، الكثير يتحدثون عن هذا الجانب التحفيزي الراقي لتشجيع المُبَرّزِين بأعمالهم أولاً ومن ثم للاعتراف بتميّزهم المثمر البنَّاء، غير أن ردود أفعال وأصداء تصدر يَمنَة ويَسرَة عند الثناء على مسؤول تنطبق عليه الصفات آنفة الذكر أعلاه, لماذا؟
لأن بعض البسطاء أو محدودي التفكير يميلون إلى إلقاء التهم بأنك إنَّما تمتدح مَن تجد عنده الفائدة وتكسب ودَّه والعلاقة الجيدة معه وعلى قاعدة (ما مادح السوق إلَّا مَن ربح)، وهذا تخريج ليس بمكانه الصحيح دائماً؛ وإن كان يحصل على نطاق ضيق جداً ومحدود للغاية ويكون على مستوى راقٍ من الاحترام للمسؤول وللمسؤولية الملقاة على عاتقه؛ فلا استغلال ساذج للعلاقة ولا امتهان للأنظمة المُعتبرة، فمثلاً حين يَمتَدِح قلمٌ إخلاصَ وتفاني وإبداع معالي الدكتور عبد الله الربيعة؛ فهل كان يُخطط للتقرب منه لنيل خدمة مميزة بمجال فصل التوائم الملتصقين خَلقِياً؟ فهذا تخريج سطحي باهت يَنِم عن تفكير ضحل يتجاهل إنجازات الآخرين ويُركّز على توافه الأمور السلبية. فالأجدر أن نكون من الذين لا يَهضمون حقاً لمجتهد مُخلص بل ونسعى للتذكير بمحامده الوظيفية والشخصية تقديراً له وتحفيزاً لغيره، ثم لماذا لا يكون التكريم وهو على رأس العمل؟ فليس من الصواب - برأيي - تأجيل تكريم أي مسؤول أو عالم أو مبتكر أو أديب ونحوه إلى نهايات خدمته أو حين يَمضِي مُتَرحَّماً عليه.
هنا سأذكّركم بشخصية ومسؤول تنطبق عليه الصفات المُنوَّه عنها، ويمتلك جاذبية الشخص القيادي المسؤول؛ أو كما يقال (كاريزما) أهَّلته لأن يكون مَحَط الأنظار بمجال عمله، ومحل الإعجاب والتقدير ممَّن عمل معه أو التقى به من العلماء المختصين، ذلكم هو الرئيس التنفيذي لمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض الدكتور عبد العزيز بن إبراهيم الراجحي، فهو بحق عالم متخصص بارز بطب العيون وله مجهودات يذكرها ويشكرها القاصي والداني، عمل على استمرارية نجاحات المستشفى مكملاً ما أنجزه قياديون سبقوه لهذا المجد بتعاون منسوبي المستشفى خدمة للوطن والمواطن، فأنعم به وأكرم من مسؤول ناجح ناهض، ومُفكِّر واسع الاطلاع بعيد النظر، ومتحدث متمكن لبق يعرف كيف يوجّه الحديث ويُفيد المُتلقّي، يتضح هذا بكل جلاء من الاستماع لبعض المقابلات المتلفزة معه بمناسبات متعددة حيث الرزانة والهدوء والمنطق السليم، ولن توفيه حقه الإشادة بأنه قد أمضى أكثر من 25 عاماً يجاهد لمكافحة العمى محلياً ودولياً، وإسهاماته الخيرية عبر المنظمات غير الربحية المهتمة بمكافحة العمى بالدول التي تعاني من نقص بالكفاءات والاحتياجات الطبية لأمراض العيون، فإنه وأمثاله من القامات الشامخة أهل للثناء.