انتقل إلى الدار الآخرة في يوم الاثنين 29/7/1444هـ، وأديت الصلاة عليه بعد عصر يوم الثلاثاء 1/8/1444هـ، في جامع الجوهرة البابطين ثم ووري جثمانه الطاهر في مقبرة شمال الرياض، آسفين على فراقه وغيابه عنا وعن أسرته غياباً أبدياً إلى نهوض جميع الخلائق من مضاجعهم ليوم الحساب، والعبور على متن الصراط المستقيم إلى جنة الخلد بمشيئة الله ورحمته:
وما المالُ والأَهْلُون إلاَّ وَدائِعُ
وَلا بُدَّ يَوْماً أنْ تُرَدَّ الوَدائِعُ
ولا شك أن غياب أمثاله من الصالحين عن الوجود يحدثُ فراغاً واسعاً في محيطه الأسري والاجتماعي، تبقى آثارها مقيمة في شعاب النفوس مدى الأيام والأعوام على تعاقب الْمَلَوَيْن، لما يتمتع به من دماثة خلق، وأدب جم رفيع، وتواضع مع الصغير والكبير:
وَأَحْسَنُ أَخْلاَقِ الفَتَى وَأَجَلُّهَا
تَوَاضُعُهُ لِلنَّاسِ وَهُوَ رَفِيعُ
ومن كانت هذه صفته وسجاياه يعيش سعيداً محترماً يستعذب الناس ذكره.
ولقد ولد في بلد العيينة وأطل على الحياة الدنيا عام 1382هـ، وعاش بين أحضان والدية، ومع إخوته وأخواته، وبعد بلوغه السن النظامية التحق بالمرحلة الابتدائية، مواصلاً تعليمه حتى نال الشهادة الجامعية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة عام 1408هـ، وعُين معلماً عام 1409هـ، ثم وكيلاً إلى أن تقاعد عام 1438هـ حميدة أيامه ولياليه، وعانى رحمه الله في آخر حياته المرض صابراً محتسباً.
وقد وهبه المولى ذرية صالحة بنين وبنات مؤهلين تأهيلاً عالياً يخدمون في وطنهم، وكانوا محل التقدير.
كما أن الفقيد فهد - ابن العم محمد - يتصف بصلة الرحم والتواصل مع الأقارب والزملاء، والبذل في أوجه الخير على المحتاجين والفقراء، وكأني به يرد على من يستكثر ما يبذله في أعمال الخير والبر:
يفنى الذي تركوه من ذخائرهم
وما تركنا على الأيام مُدخرُ
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته ومغفرته، وألهم أبناءه وبناته وعقيلته (أم محمد) بنت شقيقي عبدالله، ووالدته وإخوانه وأخواته وأبناء عمه عبدالله بن إبراهيم الخريف وجميع أسرة آل خريف ومحبيه الصبر والسلوان.
وَكُلُّ اِمرِئٍ يولي الجَميلَ مُحَبَّبٌ
وَكُلُّ مَكانٍ يُنبِتُ العِزَّ طَيِّبُ
** **
- عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف - 8/8/1444هـ - حريملاء