خالد بن حمد المالك
منذ تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم في البلاد، إثر مبايعته ملكاً للمملكة العربية السعودية، كانت وزارة الإعلام أكثر الوزارات في عدد من تسلم حقيبتها، وجميع الوزراء باستثناء الدكتور ماجد القصبي لم يمض على توزيره سنة واحدة حتى صدر قرار بإعفائه، ما جعل الوزارة وكأنها تمر بتجارب لاختيار الوزير المناسب الذي يتوافق مع رؤية المملكة 2030 والطموحات التي يقودها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان.
* *
فمن الدكتور عادل الطريفي، إلى الدكتور عواد العواد، فتركي الشبانة، حتى كان الدكتور ماجد القصبي بالتكليف، وإلى أن صدر الأمر الملكي أمس بتعيين الأستاذ سلمان الدوسري وزيراً للإعلام، خلفاً للدكتور ماجد القصبي الذي كان يشغل الوزارة إلى جانب عمله وزيراً للتجارة، وهو أمر ملكي لم يكن مفاجئاً كون الوزير الجديد ابن المؤسسة الإعلامية، وله باع طويل في العمل بالإعلام، وبالتالي فتعيينه ينطلق من قراءة لتاريخه وتجربته في العمل الإعلامي على مدى سنوات.
* *
ظهر سلمان الدوسري بمواصفات قيادية حين تولى رئاسة تحرير صحيفة الاقتصادية، وعزز إمكاناته الإدارية القيادية، وتجربته إعلامياً عندما أوكلت إليه رئاسة تحرير صحيفة الشرق الأوسط، لكن الأكثر إظهاراً لمواهبه الإعلامية، بجانب تجربته الصحفية عندما عمل بالديوان الملكي مستشاراً إعلامياً وقريباً من سمو ولي العهد، وعضواً في كثير من اللجان ذات الاهتمام بالإعلام، وما يتمتع به من آراء ووجهات نظر سديدة.
* *
الوزير الجديد أمامه ملفات كثيرة، وتحديات تحتاج إلى مزيد من العمل، فقد تغلب سلفه الدكتور ماجد على الكثير منها، وبقي ما هو تحت التنفيذ أو الإجراء، وهي بانتظار رؤية سلمان الدوسري، وهو ابن المهنة، ويعرف الكثير من أسرارها وخباياها، وما هو مطلوب للرفع من مستوى العمل الإعلامي في المملكة ليكون مواكباً لمكانة المملكة، والتحول الكبير الذي تمر به الآن.
* *
ومع تقديري لكل الوزراء السابقين خلال عهد الملك سلمان، واحتفاظي بما حققه كل منهم من إيجابيات وأعمال مقدرة، وتثميني لجهد كل واحد منهم، وقناعتي بأن الوزير الخلف يكمل ويستكمل ما بدأه السلف، ويضيف إليه المزيد من المبادرات المؤثرة في المسيرة الإعلامية، إلا أن ما هو منتظر من الوزير الجديد، وهو الشاب، والإعلامي، المتمرس، الذي عمل وراقب، وعبر عن رأيه بما ينبغي أن يكون عليه الإعلام، يجعله في موقع التطلع ليقدم بأفكاره ورؤاه نقلة نوعية للإعلام السعودي، يسمع صداها القريب والبعيد، مستثمراً ثقة القيادة ودعمها له.
* *
سلمان الدوسري، راقب المشهد الإعلامي عن قرب وبعد، وتولدت لديه قناعات، وولدت لديه مجموعة من الأفكار، لكن لم تكن لديه سلطة التنفيذ أو القدرة على تطبيقها، أما اليوم فهو المسؤول، وصاحب القرار، والمعول عليه الشيء الكثير، والثقة به كبيرة، ودون إنقاص لما سبقه من الوزراء، أو تقليل من إنجازاتهم، وأخص بالذكر الدكتور ماجد القصبي، فإن الإعلام السعودي يستحق من ابنه الوزير الجديد السرعة في معالجة القصور، والجرأة في اتخاذ القرار، وتبني كل موقف يساعد على التحول المنتظر للنقلة النوعية لكل وسائل الإعلام.
فالمملكة تستحق أن تمتلك إعلاماً مؤثراً وقوياً، إعلام يصنع الحدث، لا إعلام يعلق فقط على الحدث.