عبده الأسمري
بين أصول القصائد وفصول الفوائد.. كتب «أبيات» الشعر من أغوار الموهبة ورتب «مواعيد» الشعور» على أسوار التنمية.. رافعاً «راية» المعاني ومترافعاً عن «غاية» التفاني..
حصد «صدى» السمعة بواقع «الذكر» ووقع «الشكر» في ميادين «الثقافة» ومضامين «الحصافة» ليكون «المتوج» في «احتفال» البارعين و»المكرم» في «امتثال» البارزين.
جاء من «أقصى» «الطمأنينة» يسعى حاملاً «قناديل» الفكر و»أكاليل» بعد النظر ليضيء «مسارب» البدايات بحس «الوطنية» وحدس «المهنية» ممتطياً «صهوة» الاقتدار وحاصداً «حظوة» القرار بتوقيع «المسؤول» وواقع «القيادي»..
إنه وكيل وزارة الداخلية الأسبق الشاعر والأديب معالي الدكتور إبراهيم العواجي أحد أبرز رجال الدولة ورموز الشعر والأدب السعودي.
بوجه تسكنه سمات التروّي والدهاء مع تقاسيم باهية تتقاطع مع والده وتتماثل مع أخواله, وعينان تنضخان بلمحات الذكاء وملامح وطنية وشخصية رفيعة الشأن بارزة الدور تتسم بحكمة «القول» وحنكة «الفعل» تتسطر فيها صفات اللين والرفق والطيبة والهيبة مع دماثة خلق وأمانة سلوك وكاريزما تتقاطر أدباً وتهذيباً ومحيا يرفل بالنبل والفضل وأناقة تعتمر البياض وصوت جهوري تتلألأ منه عبارات «القيادة» وتتسامى وسطه اعتبارات «الريادة» ولغة فصيحة حصيفة تتوارد من «مخزون» أدبي و»منبع» ثقافي تتعامد على «خبرة» إدارية عميقة و»سيرة» ريادية شيقة قضى العواجي من عمره عقوداً وهو يشعل «الضياء» في قرارات الداخلية ويؤصل «العطاء» في مدارات الاحترافية ويرسم «خرائط» الشعر ببوح المتمكن ويبهج معاني «الشعور» بروح المتقن قيادياً وباحثاً وشاعراً وأديباً ووطنياً مخلصاً حفر اسمه في «أعماق» الأثر وخلد صيته في «آفاق» التأثير.
في «الرس» جوهرة القصيم ومنبع الوجهاء ونبع الفضلاء ولد عام 1941 وسط أسرة احتفت بالمقدم الميمون والقدوم المبارك وامتلأت بلدته بأناشيد الفرح وأهازيج السرور وتشربت «عائلته» البهجة وتناقل سكان المكان «النبأ» بدواعي المشاركة ومساعي المباركة ونشأ بين أب «وجيه» ملأ قلبه برياحين» النصح» وأم «عطوفة» غمرت وجدانه بنفائس «العطف» فتربى في «أحضان» الحنان وكبر تحت «ظلال» الامتنان لوالدين علماه «ماهية» الأخلاق سراً وعلانية..
صال «العواجي» مع أقرانه بين منازل «الطين» في أرجاء قريته وتعتقت نفسه بلوائح «العون» في شهامة «الطيبين» من أبناء عشيرته وتشربت روحه أنفاس «المحاصيل» في مزارع عائلته مولياً بوصلة أحلامه شطر «وصية» أبوة حانية و»توعية» أمومة متفانية.
ظل في طفولته مستمعاً إلى راديو والده «العتيق» مستمتعاً بسماع أخبار السياسة العالمية متمتعاً بأنباء الثقافة العربية فتشكلت في عقليته «الغضة» أولى بوادر «المشاعر» التي بدأت بخربشات طفولية تحولت إلى «ومضات» بطولية تحت ظلال «الشعر» وبين أروقة «الشعور».
أنصت العواجي إلى نداء «العلم» في توجيهات أب حكيم امتهن تجارة الأغذية والملابس وتعلم منه «أصول» الصبر و»فصول» الجبر وفوائد «المصابرة» وعوائد «المثابرة» فدرس وفي عقله «أمنيات» التذوق العلمي ووسط قلبه «ضروريات» التفوق الدراسي مكللاً بموهبة شعرية غمرت وجدانه وهبة أدبية استعمرت داخله وحصل على الشهادة الابتدائية 1952، وانتقل بحكم نشاط والده التجاري إلى مدينة عفيف وفي تلك المدينة المتشكلة بالحضر والبادية والأطياف المختلفة.. ارتهن إلى نداء «الدافعية» في داخله وبدأ يجمع كتب الشعر العربي وكتب طه حسين وعاقر القراءة بشكل مكثف ولأنه شغوف بالنهم القرائي كان لديه اشتراك بصحيفة المدينة آنذاك كانت تأتيه عبر البريد..
لم يتكيف العواجي مع الأبعاد الحياتية والتعلمية في عفيف وظل ينشد فتح «نوافذ» جديدة من التجديد فطلب من والده أن يرحل إلى الرياض وهنالك حصل بجد واجتهاد على شهادة الكفاءة المتوسطة بنظام سنة واحدة مختصراً ثلاث سنوات ثم أكمل تعليمه في الأول الثانوي وخلال ذلك التحق بوظيفة في وزارة المواصلات وظل يعمل ويدرس وحصل على المرحلة الثانوية عام 1959 وظل حينها يلاحق بعد نظره حيث بدأ نشر قصائده في مجلة اليمامة ونشر مقالات صحفية في عدة مطبوعات ثم أكمل تعليمه العالي حيث حصل على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة الملك سعود عام 1964، ثم طار إلى أمريكا ونال دبلوم إدارة مشاريع التنمية من جامعة بيتسبرغ ولاية بنسلفانيا الأمريكية 1965، وأكمل دراساته العليا وحصل على ماجستير الإدارة العامة من ذات الجامعة عام 1967، ودكتوراه في الشؤون العامة من جامعة فرجينيا 1971.
سيرة تعليمية زاخرة بالكفاح وفاخرة بالفلاح عمل فيها العواجي لمدة عقود بدأها من وزارة المواصلات التي وصل فيها عبر الترقيات إلى منصب مساعد مدير مكتب الوزير ونظير كفاءته وتميزه فقد خطبت الداخلية إمكانياته وعينته مشرفًا على فريق تنظيم الوزارة ثم تنقل في أروقتها وأقسامها مشفوعاً بالخبرات ومدفوعاً بالمهارات وترقى إلى منصب وكيل مساعد لوزير الداخلية ثم وكيل بالوزارة لمدة ربع قرن من 1975 حتى 2000.
ارتبط اسم العواجي بالعديد من «التحولات» و»القرارات» و»التطورات» في وزارة لداخلية وشؤونها وأنشطتها وخططها نظير إبداعاته ومساهماته الكبيرة في خارطة العمل التنموي والبحوث والدراسات والتطوير والتنمية الإدارية.
تم تعيين العواجي كعضو في العديد من اللجان الوطنية الخاصة بالإدارة والتنمية والشؤون الحكومية المختلفة، وعضوية اللجنة المركزية للتعداد، واللجنة المركزية للبيئة والعديد من الهيئات والقطاعات المختلفة.
أسهم بدور في دفع حركة الأدب السعودي الجديد، وهو محاضر وله بحوث ودراسات في مجال التنمية وغيرها. ويعد من أبرز شعراء نجد. كتب الشعر وعمره 12 سنة وبرع في كتابة القصائد وأبدع في أكثر من اتجاه شعري وقام بتأليف العديد من الدواوين الشعرية ومنها المداد، ونقطة في تضاريس الوطن، وقصائد راعفة، ومَدٌّ والشاطئ أنت، وهجرة قمر ووشوم على جدار الوقت وخيام القبيلة وديوان مختارات باللغة الإنجليزية وفجر أنت لا تغب وقد تم ترجمة العديد من دواوينه وقصائده إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية.
وقام بإنتاج العديد من الكتب المتخصصة في الإدارة والتنمية وهي البيروقراطية والمجتمع السعودي وكتاب الإدارة المحلية بالمملكة العربية السعودية والإبداع في الإدارة المحلية العربية وكتاب التنمية وعربة الكرو.
ارتدى العواجي رداءً أنيقاً مطرزاً بالإخلاص والأمانة والنزاهة وركض في «مساحات» إبداعية من الأداء ووقف على «مسافات» مدروسة من الرؤى قوامها «التمكن» ومقامها «التمكين» فجنى «المكانة» في القلوب والمحافل..
إبراهيم العواجي.. رجل الدولة وبطل المرحلة وعقل الشعر وشاعر المعالي صاحب السيرة الحافلة بالاعتزاز والمسيرة الرافلة بالإنجاز.