د.عبدالحفيظ عبدالرحيم محبوب
التصنيع العسكري في السعودية حقق في خمس سنوات بأن أصبحت شركة سامي من أكبر 85 شركة في عام 2018 ومن أكبر 70 شركة في 2022 وتخطط أن تصبح من أكبر 25-30 شركة في عام 2030، بعدما حققت شراكة مع أكبر 13 شركة من شركات التصنيع العسكري في العالم، والشركة التي ترفض التوطين في السعودية تبتعد عن الشراكة معها، حيث هناك خطة طريق للوصول على نسبة 100 في المائة توطين.
قيمة العقود الموقعة تبلغ نحو 10 مليارات دولار بنسبة توطين من 30 - 50 في المائة إلى أن تصل إلى 50 في المائة في الصناعات العسكرية سيكون قبل عام 2030، والتي ارتفعت من 2 في المائة إلى 15 في المائة بنهاية عام 2022، ونحو 10 مليارات دولار في مجال الأبحاث والتطوير المرتبط بتلك الصناعات.
تمضي السعودية قدماً من خلال مشروعات نوعية تتجاوز فكرة الاستخدام المحلي إلى مفهوم التصدير، وتخطط لأن تصل مساهمة الصناعات الدفاعية في الناتج المحلي إلى 25 مليار دولار عام 2030، يمثل نصف حجم الإنفاق العسكري عام 2022 .
هناك شراكات متعددة منها الشراكة بين شركة الزاهد الصناعية السعودية، وشركة رايثيون العالمية لإنتاج رادارات الدفاع الصاروخي في جدة والذي يعد الأول في المنطقة والثاني عالمياً، وينتج ما يقارب 4 وحدات طاقة للرادرات سنوياً (إيه إن تي بي واي 2) وهو رادار بعيد المدى والأكثر تقدماً بالعالم والأكثر قابلية للنقل، وتعتبر رايثيون أول شركة في عام 2020 توقع اتفاقية مشاركة صناعية مع هيئة الصناعات العسكرية، وخصوصاً أن الشركة توجد في السوق السعودية منذ 55 عاماً الأمر الذي أسهم في توفير الشركة الأميركية الخدمات الأمنية منذ ذلك الوقت، يأتي في سياق تحضير وتطوير وتقديم قدرات دفاعية مثبتة وتمكين توطين الدفاع، مما يجعل هذه الشراكة الإستراتيجية مستمرة.
كما تقترب السعودية من التعاقد على نظام الدفاع الجوي باتريوت الكوري لصواريخ أرض - جو متوسطة المدى من طراز BLOCK-LL في أيدكس 2023 بعد أكثر من عام بقليل من توقيع الإمارات العربية صفقة بقيمة 3.5 مليار دولار مع وكالة المشتريات الدفاعية الكورية للمنظومة الصاروخية، وقال يون إن الشركة تجري حالياً مناقشات مع السعودية بشأن بيع سلاح دفاع جوي ذي ارتفاع عال إلى متوسط والذي يطلق عليه المصنع اسم نظام باتريوت الكوري، لاعتراض الصواريخ البالستية منخفضة المستوى تحلق على ارتفاعات تقل عن 40 كلم يبلغ مداه الأقصى 70 كلم بدقة 80-95 في المائة لإطلاق صاروخ واحد وصاروخين على التوالي.
لم تتوقف السعودية عند حدود معينة بل اتجهت إلى تطوير سلسلة قيمة التيتانيوم لصناعة الطائرات في السعودية، فقد وقعت في 27-2-2023 اتفاقية تعاون استثماري مع شركة تصنيع السعودية وبوينغ العالمية لتطوير سلسلة قيمة التيتانيوم لصناعة الطيران في السعودية، حيث تعتبر الشركة الوحيدة في الشرق الأوسط المصنعة لمادة التيتانيوم الإسفنجي الذي يدخل في صناعة الطائرات والغواصات النووية والصواريخ والأقمار الصناعية، إذ تنتج ما يعادل 15.5 ألف طن سنوياً في مدينة ينبع، بما يعادل 10 في المائة من الإنتاج العالمي، كما قامت الشركة ببناء مصهر للتيتانيوم الأكبر من نوعه في العالم بمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية بقدرة إنتاجية سنوية 500 ألف طن من الخام و250 ألف طن من الحديد، وتم إنتاج التيتانيوم الدفعة الأولى في مطلع ديسمبر 2021 .
حيث تعتبر تلك المعادن إستراتيجية الهادفة إلى توطين مزيد من التقنية للصناعات المتقدمة التي ترفع من تنافسية المنتج الوطني، لأن رفع القدرة التنافسية للتصنيع العسكري مرتبط بتوسيع رقعة التصنيع المعدني.
كما تستكمل السعودية منظومة الزوارق الاعتراضية السريعة المصنعة محلياً من نوع HSI32 بتعاون بين شركة الزامل للخدمات البحرية وشركة الإلكترونيات المتقدمة إحدى شركات الشركة السعودية للصناعات العسكرية SAMI وشركة CMIN الفرنسية وهو مصنع تم تدشينه في أكتوبر 2020 وتم استلام الدفعة الأولى، من أجل أن تسهم في رفع الجاهزية والاستعداد القتالي للقوات البحرية لتعزيز الأمن البحري في المنطقة، ويسهم أيضاً في تعزيز استقلالية السعودية الإستراتيجية.
كذلك تنتج الإلكترونيات المتقدمة AEC بالتعاون مع مركز الأمير سلطان للدراسات والبحوث الدفاعية إنتاج نظام الطائرات بدون طيار (حارس الأجواء) من أجل خلق منظومة دفاعية محلياً تساهم في بناء سلاسل إمداد تدعم تحقيق الاكتفاء الذاتي، بجانب طائرة صقر بدون طيار التي صنعتها السعودية تحتوي على تقنيات حديثة صنعت بأيادي سعودية تضعها السعودية في مقدمة الطائرات بدون طيار العالمية، وهناك طائرة سموم التي يتوقع أن يكون إنتاجها خلال العام 2024 وتتطلع الشركة إنترا إلى التصدير الخارجي وهي أول طائرة إستراتيجية من نوعها يجري تصميمها وتطويرها وتصنيعها داخل السعودية، تتمتع الطائرة بقدرات عالية تمكنها من أداء مهمات استطلاعية تصل إلى 50 ساعة طيران على ارتفاع يصل أكثر من 45 ألف قدم.
بالإضافة إلى مشروع مصنع المواد المركبة لإنتاج هياكل الطائرات وهو المصنع الأول في الشرق الأوسط لإنتاج هياكل الطائرات من المواد المركبة المتطورة للألياف الكربونية، ولدى المصنع القدرة على تصنيع جميع أجزاء الطائرة، المكونة من المواد المركبة، وليس محصوراً في صنع أجزاء محددة.