م. بدر بن ناصر الحمدان
حديث أمين منطقة الرياض سمو الأمير فيصل بن عياف في الصورة الأسبوع الماضي، كشف أن حالة الرياض بكل تفاصيلها مرتبطة بدائرة اهتمام سمو ولي العهد وهذا ما يفسر التحول العملاق في تطوير العاصمة السعودية وتقديمها كأحد أهم المدن على مستوى العالم في جودة الحياة، ويمكن القول إن الانتقال من نموذج الإدارة التقليدية الى الإدارة المرنة يمنح الرياض سر هذا التميز المستمر.
اللغة المكانية التي استخدمها سمو الأمين في حديثه حول التحديات الحضرية التي تواجهها المدينة وربطها بجميع الحلول كانت هي العنصر الأكثر قدرة على التعبير عن ما تمتلكه إدارة المدينة من معرفة تامة بمشكلاتها وتحدياتها وثقتها بالأدوات الحضرية التي تستخدمها ليس لمواجهة تلك التحديات فحسب، بل ولتقديم عمل مختلف يرتقي وتطلعات سكانها، وبرهنة أن «التميز لا يتعلق بالأفكار المجردة بل بالقدرة على تطبيقها».
الحديث بصفة الإدارة الموحدة للأجهزة الخدمية المسؤولة عن إدارة مدينة الرياض كان مستوى متقدما جداً من تطور عقلية الإدارة المحلية، ويعبر عن نضج كبير في فلسفة الإدارة العمرانية التي مكّنت الرياض من استيعاب المشاريع الإستراتيجية الكبرى وتحويلها إلى أقطاب نمو جاذبة ومؤثرة في تركيبة وظائف المدينة.
اللافت أيضاً الأسلوب المتوازن والمتحكم في تعامل أمين الرياض مع النقد الموجه لجهازه البلدي من سكان المدينة وتوظيفه كأحد مصادر التغذية المعلوماتية الراجعة والتي تتبناها الأمانة في اتخاذ القرارات البلدية وتوجيهها، واعتباره جزءاً رئيساً من مفهوم ممارسة المشاركة المجتمعية التي تستهدف إعادة تشكيل علاقة الأمانة والسكان لتكون من اتجاهين وليس اتجاهاً واحداً، وعودة الإنسان ليكون محور التطوير الأول.