مشعل الحارثي
في الاحتفال بيوم العلم الأول للمملكة العربية السعودية تتسابق الأقلام ويطيب الكلام عن هذه البادرة واللفتة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله واهتمامه بتوسيع وتعزيز نشر ثقافة احترام وتقدير العلم ومعرفة أهميته ومكانته وقيمته في تواريخ وحياة الأمم والشعوب، وباعتبار علمنا السعودي يمثل بصمة وطنية مميزة وجزءاً من نسيج الوطن والدولة والشعب والأرض، وترجمة لمعاني الوحدة والتلاحم والسير على خطى القيم والمبادئ المتوارثة من الأجداد والآباء المؤسسين، وما يشف عنه من رمزية كثيفة وهو يرفرف في فضائه الشاسع من معاني ومضامين ودلالات، وما يستثيره من مشاعر جياشة من الحماس والولاء، وتأكيد الانتماء، وتجديد العزم وشحذ الهمم، للمضي قدماً ومواصلة مسيرة الخير والازدهار، خاصة وعلمنا السعودي الأخضر يأتي في صدارة أعلام الدول بما يحمله من ميزة فريدة وقيمة عظيمة لا ينافسه فيها أي علم آخر حيث يزهو بكل فخر واعتزاز بحمل خصوصية الهوية العربية الإسلامية لاقترانه بعنوان الإسلام ونبراس العقيدة والسلام، ومفتاح الجنة كلمة التوحيد الخالدة (لا إله إلا الله محمد رسول الله).
أيا مليكاً علا في الكون معتمداً
على العدالة بالإيمان يعتمر
عمت محاسن ما تبنيه مملكة
أضحت مثالاً لما يرجى وينتظر
في نهضة شملت حضراً وبادية
أمن وعيش رغيد حين ينهمر
الكل أدرك ما يبغيه في وطن
أبن وبنت تساوى حولها البشر
لقد توالت أمور كلها مدد
من التطور تنمو ثم تختبر
مهندس الرؤية اللماح يغدقها
بما يراه أكيداً دون يقتصر
محمد نظرة قادت إلى قمم
منه تحقق ما قد كان يعتسر
وفي يوم الاحتفاء بالعلم السعودي لعل أول ما يلفت الانتباه إليه هو مكوناته ورموزه البهية التي جعلت منه فريد عصره وأوحد زمانه وليس له بين أعلام الدول ند ووصيف، بداء من قماشته الخضراء اللون التي ترمز للرياض والجنان والطبيعة الخضراء والحياة المنعمة والخير والرخاء، ثم كلمة التوحيد بخطها الثلث المشعة بلونها الناصع البياض، ثم السيف رمز القوة والمنعة وإحقاق الحق وبسط العدل وحفظ وحدة الدين والعقيدة ووحدة الشعب والأرض والتراب، ورفض الذل والضيم والخضوع إلا لخالق الخلق وموجد الحياة حيث تم وضع اتجاهه باتجاه قراءة كلمة التوحيد، ولعل الميزة الأخرى التي اكسبت العلم السعودي هذه المكانة والتميز أنه العلم الوحيد بين أعلام (196) دولة لا ينكس أبداً أي إنزاله إلى الثلث الأخير في حالة الحداد الوطني أو في حالة المشاركة في الحداد على وفاة قادة الدول الصديقة من الملوك والرؤساء أو أي حدث هام.
وبهذه المناسبة الغالية على قلوبنا نقول أهلاً بيوم العلم وهو ينظم لأيامنا الوطنية المجيدة، ومرحباً بك يا علم رمز هوية وشموخ مجد من أرض نجد، وهيبة نظام وعلو مقام على الدوام، مرحباً بك وأنت تحمل كل تضاريس الوطن من رواسي وهضاب وصحاري ووهاد وبحور وسواحل ومناهل، مرحباً بك وأنت السحنة والطينة والسكن والسكينة، والسماحة والمساحة والرجاحة، والعلاقة الممتدة والعلامة الفارقة والحقيقة الناطقة التي تذكر كل من رفع نظره شاخصاً إليك وفي كل وقت وفي كل حين باليقين والحق المبين وحبل الله المتين.
مرحباً بك يا علم بلادي وأنت المحلق نحو النجوم والتخوم تحكي على مر القرون والأزمان قصص الفرسان ومن بنو الكيان ووحدوا الأركان ووضعوا مداميك صروحه العالية، وأظلوه بالأمن والاستقرار والأمان والاطمئنان، مرحباً بك يا علم بلادي وأنت الباسق الشاهق تحمل كل معاني الاحتواء والانضواء والانتماء لبلاد ربطت بين قيادته الحكيمة وشعبه الأبي قواسم مشتركة من الحب والاخاء والوفاء والقيم الأصيلة.
عاشت السعودية وعاش العلم وعاش حامي الدار والعلم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وتبقى يا علم التوحيد شامخاً سامقاً مرفرفاً في الآفاق وأعالي السواري محلقاً اليوم ببلادنا وبعد أكثر من ثلاثة قرون نحو آفاق جديدة وغير مسبوقة من التألق والانطلاق بكل ثبات نحو الريادة والصدارة في كل المجالات، وسلمت يا ديرتي يا دار السلام وموطن البيت الحرام ومستقر رفاة سيد الخلق والأنام، وستظل يا علم نشيدنا الوطني واليومي والمستقبلي المتجدد الذي لا يموت ولا يدفن، وسنظل دوماً نردد مع إشراقة كل صباح وبنشوة فخر وحبور، سارعي للمجد والعلياء مجدي لخالق السماء، وارفعي الخفاق أخضر، يحمل النور المسطر، رددي الله أكبر، يا موطني.
الأبيات الشعرية للشاعر سعد الحميدين.