فهد عبدالعزيز الكليب
العلم السعودي يرمز إلى أصالة متوارثة ضاربة في عمق التاريخ السعودي المجيد، ومنذ قيام الدولة السعودية الأولى رفعت أول راية سنة 1157هـ، وحتى قيام المملكة العربية السعودية بقيادة الملك المؤسس وكانت الراية السعودية خضراء اللون كتب عليها (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وأُضِيف لها في عهد الملك عبدالعزيز سيف تحت الشهادتين، ثم صدر في 12 محرم 1357هـ نظام العَلَم السعودي، وفي 10 صفر 1393هـ أصدر الملك فيصل نظام العَلَم السعودي، واستُحدِث عَلَم الملك الخاص، وهو العلم الوطني مضافًا إليه شعار المملكة باللون الذهبي في الركن الأيمن، أسفل العلم.
وفي عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - صدر النظام الأساسي للحكم في 27 شعبان 1412هـ، وينص في المادة الثالثة: على أن عَلَم الدولة السعودية يكون كما يلي:
أ - لونه أخضر.
ب - عرضه يساوي ثلثي طوله.
ج - تتوسطه كلمة : (لا إله إلا الله محمد رسول الله) تحتها سيف مسلول، ولا ينكس العلم أبدًا.
وفي عام 1419هـ (1999م)، وبمناسبة الاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية صدر أمر (الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود) حينما كان وليًّا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء ورئيسًا للحرس الوطني، برفع العَلَم الوطني على قاعدة ارتفاعها (52) مترًا، بحيث يكون مقاسه (8 × 15م) على قصر اليمامة بالرياض، وقصر السلام بجدة.
وعَلَم المملكة العربية السعودية مكوَّن أساسي من مكونات العرضة، فلا تخلو عرضة من راية أو علم، فهو يشير إلى معنى الالتفاف حول راية التوحيد، ورمز المملكة الوطني، ورايتها في المحافل الدولية.
ويتعهد بالعلم السعودي في العرضة حامل العَلَم، وهو شخص قد توارث حمله من آبائه وأجداده المشاركين في معارك التوحيد تحت قيادة الملك عبدالعزيز، ولما تحققت الوحدة الوطنية تحت اسم (المملكة العربية السعودية)، تعهد الأبناء بحمل راية الآباء، ويعتبرون حملهم العَلَم شرفًا يحظون به من قبل ولاة الأمر.
أشهر الأسر التي حملت العلم السعودي في أدوار الدولة السعودية الثلاثة هي:
1 - في الدور الأول: آل طوق، وأشهرهم: علي بن طوق.
2 - في الدور الثاني: آل سلمة، وأشهرهم: الحميدي بن السلمة.
3 - في الدور الثالث:
- آل معشوق، وأشهرهم: عبداللطيف المعشوق، عبدالملك المعشوق.
- آل الظفيري، وأشهرهم: إبراهيم الظفيري.
- آل مطرف: وأشهرهم: عبدالرحمن بن مطرف (الأول)، ومنصور بن مطرف، وعبدالرحمن بن مطرف (الثاني).
وقد صدر الأمر الملكي الكريم من منطلق اهتمام القيادة العليا بالعلم السعودي إذ خصص يوم للعلم السعودي، وفيما يلي نص المرسوم: الرقم: أ/ 303 التاريخ : 9/ 8/ 1444هـ بعون الله تعالى نحن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية بعد الاطلاع على النظام الأساسي للحكم، الصادر بالأمر الملكي رقم ( أ/ 90 ) بتاريخ 27/ 8/ 1412هـ.
وبعد الاطلاع على نظام العلم للمملكة العربية السعودية، الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/ 3) بتاريخ 10/ 2/ 1393هـ.
وانطلاقاً من قيمة العلم الوطني الممتدة عبر تاريخ الدولة السعودية منذ تأسيسها في عام 1139هـ الموافق 1727م، والذي يرمز بشهادة التوحيد التي تتوسطه إلى رسالة السلام والإسلام التي قامت عليها هذه الدولة المباركة ويرمز بالسيف إلى القوة والأنفة وعلو الحكمة والمكانة، وعلى مدى نحو ثلاثة قرون كان هذا العلم شاهدًا على حملات توحيد البلاد التي خاضتها الدولة السعودية، واتخذ منه مواطنو ومواطنات هذا الوطن راية للعز شامخة لا تُنكّس، وإيمانًا بما يشكله العلم من أهمية بالغة بوصفه مظهرًا من مظاهر الدولة وقوتها وسيادتها ورمزًا للتلاحم والائتلاف والوحدة الوطنية.
وحيث إن يوم 27 ذي الحجة 1355هـ الموافق 11 مارس 1937م، هو اليوم الذي أقر فيه الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - العلم بشكله الذي نراه اليوم يرفرف بدلالاته العظيمة التي تشير إلى التوحيد والعدل والقوة والنماء والرخاء.
أمرنا بما هو آتٍ:
أولاً: يكون يوم (11 مارس) من كل عام يومًا خاصًّا بالعلم، باسم (يوم العلم).
ثانياً: يبلغ أمرنا هذا للجهات المختصة لاعتماده وتنفيذه.
سلمان بن عبدالعزيز آل سعود
ومن المضامين الأساسية للمرسوم الملكي وتخصيص يوم 11 مارس من كل عام يومًا خاصًّا بالعلم ما يلي:
1- الاعتزاز بالعلم الوطني السعودي وقيمه التي يحملها.
2- ترسيخ مفاهيم رسم العلم السعودي بكل تفاصيله حيث يحمل كلمة التوحيد الخالصة والتي قامت عليها المملكة العربية السعودية.
3- العلم يحكي سيرة دولة وتاريخ وطن شامخ.
4- العلم الوحيد في العالم الذي لا ينكس ويرفرف عاليًا ليعطي دلالات العزة والكرامة والسؤود والافتخار والسيادة.
5- إيحاء العلم السعودي لراية التوحيد والوحدة التي جمعت القيادة بالقاعدة على مر الأزمنة والعهود.
6- تحديد يوم للعلم تجسيد حقيقي من لدن القيادة العليا لما توليه من اهتمام كبير برمزية العلم ودلالاته الوطنية المهمة.
7- للعلم السعودي الوطني قصة لابد أن تحكى للأبناء والأحفاد والنشء في مؤسساتنا التعليمية الحكومية والأهلية والجامعات.
8- العلم السعودي استشراف مطلق باعث لدولة الأمن والطمأنينة والعدل والاستقرار والرخاء والرفاه والخير والعطاء.
9- إن المادة (13) من نظام العلم السعودي أكدت أنه لا يجوز تنكيس العلم الوطني، ولا يلامس العلم سطحي الأرض والماء لأنه يحمل راية التوحيد وتلك ميزة لا يشاركه فيها أحد.