د.عبدالعزيز بن سعود العمر
في منتصف الثمانينيات الميلادية أقر تعليمنا برنامجاً تعليمياً دراسياً جديداً للمرحلة الثانوية، وهو برنامج نوعي غير مسبوق، وكانت قيادات التعليم تتباهى بذلك البرنامج التعليمي في كل محفل، بدأت الوزارة تطبيق البرنامج المذكور على عينات من المدارس في بعض المناطق التعليمية، ومع مرور الوقت أخذت الوزارة تتوسع في تطبيق البرنامج، ومع تزايد المدارس التي تطبق البرنامج الدراسي الجديد كان الطلاب يهربون إلى مناطق وقرى مجاورة للدراسة في مدارس لا تطبق البرنامج، وذلك لكون طبيعة البرنامج الجديد تضعف من فرص قبولهم في الجامعة مقارنة بزملائهم خريجي البرنامج التقليدي. وفي الأخير تم إسقاط هذا البرنامج التعليمي. دعوني أربط ما سبق بمسلمة تعليمية تقول إن أرقى النظم تلك النظم التي تتيح لطلابها الفرص المتنوعة ليختاروا من البرامج التعليمية المتاحة ما يميلون إليه ويناسب قدراتهم واهتماماتهم، وهذا تحديدا كان أهم عللنا التعليمية، وأرجو (أن هذه العلة تختفي اليوم)، فالطلاب غالباً يجدون أنفسهم ملزمين ببرامج أو مقررات دراسية لا يميلون إليها، خصوصاً في المستويات العليا من التعليم العام. عوداً على بدء، ما كان يجب على الوزارة تعميم برنامجها الجديد في كل أنحاء المملكة، كان يجب عليها إتاحة هذا البرنامج في مدارس محددة أو مناطق محددة، وعلى الطلاب الراغبين في الالتحاق بالبرنامج الانتقال إلى المدرسة أو المنطقة التي تقدم هذا البرنامج.