عثمان بن حمد أباالخيل
الاعتدال في نقد الذات هو الطريق الصحيح إلى راحة النفس، وبين الذات والنفس فروقات كثيرة. حين تجلس مع ذاتك وتقيّمها في تفاصيل الحياة وذات الإنسان هي مجموعة أفكار، والمشاعر على اختلافها وسمات الإنسان الشخصية التي يتصف بها جلوسك سوف يجعلك تتصالح معها، وهذه مرحلة الوعي وصفاء الذهن والميل إلى الراحة والسكينة. للأسف البعض يقسون على ذواتهم وهم يعتقدون بأنهم سيصبحون أفضل مما هم عليه، وهذا يفتح أبوابًا مغلقة ليسوا بحاجة إلى فتحها والدخول من خلالها. من أهم وظائف العقل التمييز، كالتمييز بين الحق والباطل، وبين الخير والشر، فقد كان من مرادفاته في القرآن الكريم لفظ اللب. لقد مدح القرآن الكريم أولي الألباب؛ لأنهم يستعملون عقولهم استعمالاً نقديًا مبنيًا على الاختيار المستقل، فلماذا نقسوا على ذواتنا بدلاً من أن نتصالح معها لنصل إلى احترام النفس وتحسين نظرة الإنسان إلى ذاته. نقرأ الكثير عن جلد الذات ومدى تأثيرها وقوة تمكنها من الإنسان الذي يقوم بذلك، ألا يعلمون أن هذا شعور سلبي يتنامى دائماً في أوقات الهزائم والإحباطات بسبب مناخ الهزيمة، وأكبر وأصعب أنواع الألم هو الذي يمكن أن نشعر به حين نفشل في أمر مهم سواء في العلاقات مع الآخرين أو في الدراسة، وحتى في العمل، حيث تهدد تلك التجارب جوهر ما نفكر به، وما نريد أن نكون، فكيف نتعلم من أخطائنا دون أن نقسي على ذواتنا بشكل مؤذٍ؟ (من أشكال احترام الذات أن تبتعد عن أي شخص لا يقدر قيمتك) مصطفى محمود.
هل نحتاج لتطوير أنفسنا كي نصبح أفضل؟ نعم الجميع يسعون لتطوير ذواتهم والنفس هي أساس هذا التطوير، في البداية توقف عن الحديث السلبي مع النفس وتحدث معها بصورة إيجابية ولا ترفع الصوت حين الحديث فتصبح في نظر الآخرين متشائمًا، وهل تنظر إلى نصف الكوب الممتلئ أم الفارغ. من الطبيعي حين تكون معظم الأفكار التي تدور في رأسك سلبية، فسوف تكون نظرتك للحياة متشائمة. أما إذا كانت معظم الأفكار التي تدور في رأسك إيجابية، فإنك شخص متفائل وتريح ذاتك. شخصياً أري أن نقد الذات لا يحتاج إلى حجج أو مبررات أو تسميات وإنما يستمد قوته من إحساس داخلي عميق بالقوة وبالقدرة على المواجهة، وتذكر أنك لست في ساحة حرب بل في ساحة تطوير ذاتك والوصول بها إلى بر الأمان. الناس بحاجة إلى عبارات تحفيزية لتطوير الذات، فهي تدرك ما يدور حولها وأنت من يوجهها في الاتجاه الصحيح أو الاتجاه الخاطئ عند لا تتلفت من حولك.
(من مبدأ إكرام الذات، لا حنين لمن لا يحن.) جبران خليل جبران. عزْ ذاتك وأرضها ولا تُدخلها في دهاليز النقد المؤلم التي يوجعها، ولا تقبل الإهانات أنت أدرى ممن هم حولك عن ذاتك وكيف تصل بها إلى الرضا والسعادة والسكينة.