سلمان بن محمد العُمري
نشرت بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي خبراً مفاده تجاوب مدير الأمن العام مع تغريدة في غضون خمس دقائق، حينما كتبها أحد المواطنين وصفت مشهداً يشكل تشوهاً بصرياً، وإعاقة لحركة سير المشاة بشارع الضيافة في مكة المكرمة، وعلى الفور تجاوب مدير الأمن العام الفريق محمد البسامي معها بسؤاله عن الموقع، ثم معالجة الملاحظة في وقت قصير.
ومثل هذا التجاوب السريع لا يستغرب من المسؤول الناجح الحريص كل الحرص على متابعة كافة الملحوظات والشكاوي والمقترحات المنشورة عن قطاعه في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما تؤكده تعليمات وتوجيهات المقام السامي الكريم. الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار على ضرورة تجاوب الوزارات والقطاعات الحكومية مع ما تطرحه وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وهذا ما يجب توكيده في أن تكون العلاقة تفاعلية وتكاملية بين الإعلام والقطاعات الحكومية وغيرها.
إننا وبنفس الوقت الذي نشيد فيه بسرعة تجاوب بعض القطاعات الحكومية وتفاعلها، نستغرب تجاهل البعض لما ينشر عن قطاعاتهم، وكأنهم يعملون في كوكب آخر، مع أن الواجب عليهم تقدير التفاعل الإيجابي وشكر من قدم لهم الملحوظات الخاصة بأوجه القصور في جهازهم لمعالجة موطن الخلل، وهؤلاء ينسون أو يتناسون أن التجاوب من صميم عملهم، وتنفيذاً لتوجيهات المقام السامي الكريم بالرد على ما ينشر في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، مما يحتم أن يكون هناك جهات متابعة ترصد وتبلغ القطاعات النائمة حول ما يكتب عن جهازهم.
ومنذ أن عرف الإعلام قديمه وحديثه فهو أداة ووسيلة في التأثير في الرأي العام وإبراز جهود الدولة ومنجزاتها، وهو شريك استراتيجي في علاج مكامن الخلل والنقد، لأن لوسائل الإعلام دوراً أساسياً في نقل نبض الشارع اليومي للمواطنين ومعاناتهم.
وإنه من الأهمية بمكان التفاعل الفوري والتجاوب السريع مع ما يطرح في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، واتباع آلية معينة للتفاعل بشكل مثالي مع متطلبات الإعلام.
إنك لتتعجب حينما يصر بعض المسؤولين أن عملهم كاملٌ بلا أخطاء، وأن ما ينشر عنهم مخالف للواقع وغير صحيح، ونحن نتفق على أن المحرر الصحفي والكاتب ليس معصوماً من الخطأ، هو يجتهد لنقل الصورة -قدر الإمكان- للمسؤولين، أصحاب القرار، من خلال نافذته الإعلامية، ومن الواجب تقبل المسؤولين لما يطرح والإفادة منها، والبعد عن المطبلين مع فتح قنوات للتواصل مع رجالات الإعلام والكلمة، والاستماع منهم بدلاً من إغلاق الأبواب، وعدم الرد والتجاهل مع ما يطرحونه.
وهنا أتذكر حديث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله ورعاه- في حواره مع مجلة أتلانتيك: نحن بحاجة إلى النقد، ونشر الأفكار، وهذا أمر جيد، لأننا بحاجة إلى آراء العديد من الأشخاص.