سلطان مصلح مسلط الحارثي
مع تعدد الإصابات التي أبعدت بعض لاعبي فريق النصر خلال الفترة الماضية، ظهر علينا بعض من «إعلام البراشوت» ليؤكد وجوب «تحصين» نادي النصر، ورقيته، والقراءة عليه، بزعم أنه ربما يكون «مسحوراً» أو «منضول»، وكأن الإصابات لم تبعد نجوماً عالميين كثيرين، كجاره فريق الهلال، الذي ظل يعاني هذه الإصابات حتى غاب عنه ما يقارب 8 من نجومه الكبار، ولكن تلك العادة كانت وما زالت في عقول البعض من الإعلاميين منذ عقود طويلة رغم أن النصر لا يقبل بمثل هذا الادعاء، حيث يتم الترويج له كلما أخفق النادي أو ابتعد عن البطولات، والغريب أن هذا المنطق «السحطي» ما زال يضرب بأطنابه بين المنتمين لأصفر الرياض من الإعلاميين، مع أنني على المستوى الشخصي لم يسبق لي أن استمعت لمسؤول نصراوي قال مثل تلك الأحاديث غير المنطقية، التي بالعادة يرددها بعض الإعلام وقد يتأثر بها الجمهور، والتي بدوري أسأل، لماذا يُسحر نادي النصر؟! وعلى ماذا يُسحر؟! ولماذا لم تُسحر أندية العالم الكبيرة؟!
وفي المقابل، حقق فريق الهلال قبل أيام قليلة وصافة العالم على مستوى كأس العالم للأندية، بظروف صعبة وقاسية، وقبل أسبوع، وصل لنهائي دوري أبطال آسيا، ليجد رئيس نادي الهلال الأستاذ الخلوق والمؤدب فهد بن نافل، أمامه مراسلاً ينتمي مع كل أسف لقناة «سعودية»، ليطرح السؤال التالي على الرئيس الهلالي، «مسوين سحر أنتم»، ليجيب ابن نافل بكل عفوية وبسرعة: «لا لا أعوذ بالله»..!
هذا السؤال، ربما يتم تداوله في «الاستراحات»، وفي الجلسات الخاصة، وربما هذا الطرح أثر عليه، ليسأل سؤالاً بعيداً كل البعد عن المهنية، فهل وصل الحال بالإعلام الرياضي «الفضائي تحديداً» ليشكك في منجزات الوطن التي أفرحت القادة واحتفت بها المؤسسات الحكومية؟! وماذا لو تم تناقل مثل هذا السؤال ووصل لأعداء الوطن الذين يسعون إلى تشويه سمعة المملكة، والتشكيك في إنجازات رياضية سعودية عالمية؟!
وضع الإعلام الرياضي وضع مأساوي، ويعيش في واحدة من أسوأ مراحله، والكارثة الحقيقية أن ذلك يحدث دون أن نعرف الجهة المسؤولة عن تلك السقطات المتتالية، وأصبح الإعلام الرياضي «مسرحاً» أبوابه مشرعة لكل من هب ودب، ليقول ما يشاء، دون أن يكون هناك رادع، أو تكون هناك خطوط حمراء تفرض عليه الانصياع والانقياد للمنطق والقانون.
لقد بلي إعلامنا الرياضي بأشخاص «قفزوا» عليه دون أن يتدرجوا في المهنة، ودون أن يعرفوا ماذا يقال وما هي الخطوط الحمراء، فأصبحنا اليوم نعاني الأمرين، جراء بعض البرامج الرياضية، فمتى ستنتهي تلك المشاهد؟!
تحت السطر
- من انتصار لانتصار، ومن مجد لمجد، ومن منصة لمنصة، ومن بطولة لبطولة، ومن فخر لفخر، ومن عظمة لعظمة.. هكذا يتبختر فريق الهلال وهو يمثل رياضة الوطن.
- كان حضور فريق الهلال أمام الدحيل القطري، في نصف نهائي دوري أبطال آسيا طاغياً، ولفت الانتباه، وقال لمن حاول استفزازه، أو التقليل منه: أنا زعيم القارة الأكبر، وأنا كبيرها الأوحد، وحضوري يختلف عن أي حضور.
- كنا ننتقد السيد رامون دياز مدرب فريق الهلال، على بعض الملاحظات والأخطاء التي وقع فيها، إلا أنه ومنذ كأس العالم للأندية، تغير كثيراً، وقدم فريقاً مبهراً داخل المستطيل الأخضر، واستطاع أن يتجاوز الأخطاء السابقة، بل قدم في بطولتي كأس العالم للأندية ودوري أبطال آسيا، نسخة هلالية لافتة، وكل من راهن على دياز، كسب الرهان.
- ما قدمه فريق الهلال في بطولتي كأس العالم للأندية، إذ حل «وصيفاً للعالم» ودوري أبطال آسيا الذي وصل لنهائيه الثالث خلال أربع سنوات «حقق منها نسختين»، يُشعر كل رياضي سعودي بالفخر والاعتزاز بهذا الفريق المتميز فنياً، وصاحب الهيبة الطاغية، والحضور اللافت.
- حديث الكابتن سلمان الفرج قبل لقاء نصف نهائي دوري الأبطال أكد للمرة الألف، أن الهلال يملك قائداً كبيراً، استطاع بخبرته أن يُخرج كل ما لدى اللاعبين من خلال كلمات التحفيز التي نشرها النادي عبر حسابه في تويتر.
- ما قدمه محمد كنو في مباراة الهلال مع الدحيل القطري يؤكد أن هذا النجم يملك موهبة كبيرة، ولكن تبقى إشكاليته في الاستمرار على الإبداع، فكنو الذي أبدع في كأس العالم للمنتخبات، عاد وخفت محلياً، ليعود ويظهر أمام الدحيل، ويقدم مباراة كبيرة.
- يا لهذا الزعيم الذي كلما انتظروا سقوطه، زاد تألقاً وإبداعاً، وحضر بشكل يجعل أنصاره ومحبيه يتفاخرون به.