الثقافية - حاوره علي بن سعد القحطاني:
افتتح صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة القصيم ملتقى نادي القصيم الأدبي بعنوان «السيرة الذاتية واليوميات والمذكرات» مساء يوم الأربعاء الماضي التاسع من شهر شعبان 1444هـ الموافق /1 / 3/ 2023م ويستمر لثلاثة أيام متتالية،
وقد شكر الدكتور حمد السويلم صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل على دعمه المستمر للنادي
وأنشطته، وشكر الباحثين المشاركين في هذا الملتقى، ونوه بالدراسات الجادة والعميقة التي تناولت معظم السير الذاتية التي كتبها أدباء السعودية، وذكر أن عدد الأوراق زاد على العشرين ورقة، وقد وزعت على ست جلسات، ورحب الدكتور السويلم بالضيوف الذين استجابوا لدعوة النادي لحضور حفل الافتتاح وحضور الجلسات و المشاركة في المداخلات، وعن سبب اختيار النادي لهذا الموضوع ذكر أن ثمة ميلا لدى الإنسان إلى عرض تاريخه و مسيرته في الحياة في حبكة سردية متماسكة، وأن السيرة الذاتية واليوميات والمذكرات تمثل جنسا أدبيا مهما لأنها تستعيد حياة الأدباء في تجسيد لغوي جميل، وأن هذا الجنس أصبح ظاهرة في أدبنا المحلي تستحق الاهتمام والدراسة والتقت «الثقافية « الدكتور حمد السويلم للحديث عن اهتمامات نادي القصيم بملتقيات السيرة الذاتية في دوراته السابقة ومحاور هذا الملتقى ونقاشاته وأهم الأسماء المشاركة فيه.
* للنادي القصيم الأدبي اهتمامات بملتقيات السيرة الذاتية في دوراته السابقة حدثنا عن هذا الاهتمام؟
ج _ النادي الأدبي مهتم بالسيرة الذاتية والسيرة الغيرية، وقد خصص ملتقى عن امرئ القيس وملتقى آخر عن عنترة بن شداد، وخصص هذا الملتقى، وهو الملتقى التاسع، لدراسة السيرة الذاتية، لأن السيرة الذاتية أصبحت جنسا أدبيا مهما، يستوعب التجربة الحياتية لأناس نجحوا فيها، فهذا الجنس يتيح للكاتب أن يعبر عن حالات النجاح مثل ما يستطيع فيه أن يعبر حالات الإخفاق، السيرة الذاتية تتحدث عن الذات في اللاغنائي، وعن التاريخ في اللاتاريخي، فهي ثرية في تعبيرها عن الذات ومغامراتها وتناولها للتاريخ بدون قصد التأريخ، فهي تؤول التاريخ، ولا تدعي رصده.
* الملتقى الحالي ما أهم محاوره ونقاشاته؟
ج2 حاولنا في هذا الملتقى تجاوز صرامة المنهجية التي تحفر في التنظير للسيرة الذاتية، وأكدنا على المشاركين أن المقاربات التطبيقية هي هدفنا،
وأن نركز على قراءة السير الذاتية واليوميات والمذكرات التي أنجزها أدباء سعوديون،والسيرة الذاتية ليست من السهولة إلى الدرجة التي يظنها بعضهم، بل إنها جنس أدبي معقد ومتشابك، ولا يكتبها إلا أديب متمكن من أدوات التعبير.
فالكاتب عليه أن يستوعب الظواهر الثقافية والاجتماعية، ويصطفي منها ما يرتفع بأهميته ليكون مدونة يستمد منها محتوى السيرة أوالمذكرات. ثم عليه أن يكون مستوعبا للتقنيات التي يتطلبها هذا الجنس، كالمادة اللغوية، وحركة الضمائر، وحبكة الأحداث،والأوراق التي قدمت للنادي تمثلت هذه الجوانب، وأنجزت دراسات تطبيقية واعية.
* ما أهم الأسماء التي ستحضر في الملتقى؟
ج/ سوف تحضر شخصيات مهمة من معظم مناطق المملكة، وقد رأينا دعوة أغلب كتاب السير الذاتية والمذكرات، لأن حضورهم جلسات علمية تشرح منجزهم يعزز لديهم الشعور بقيمة ما أنجزوه، وبأهمية ما حققوه.
* ما الإضافة التي يقدمها نادي القصيم الأدبي للساحة الثقافية من خلال إقامة هذا الملتقى؟
ج/ أجزم أن هذا الملتقى سيضيف إلى الساحة الأدبية إضافات مهمة، وسيعرف بأعمال لم تطبع مع أهميتها الكبيرة، كمذكرات معالي الوزير جميل الحجيلات التي تجلت فيها أحداث مهمة مر بها معالي الوزير في حياته الثرية، ومر فيها الوطن في مسيرته الغراء.
إن عودة الأعمال الإبداعية الكبرى إلى دائرة الضوء هذا بحد ذاته إضافة مهمة، وهناك هدف مهم تنشده الأندية الأدبية منذ إنشائه، وستظل تعمل على القيام به، وهو تعزيز الفاعلية النقدية، والدفع بها نحو الارتقاء والتجدد ليغدوالنقد مواكبا للعمليات الإبداعية، ومستوفيا النظر في كل الأجناس الأدبية.