أ.د.عثمان بن صالح العامر
أصبح الإعلام الفردي اليوم من الأهمية بمكان، فهو نسبياً يمكن أن يكون بمجموعه مقياساً للرأي العام، وإن كان مقياساً غير دقيق علمياً فإنّ الدوائر الرسمية الخارجية، ومراكز الأبحاث العالمية، تبني عليه توجهاتها أحياناً، وينظر إليه على أنه نبض الشارع اللحظي غالباً، أو على الأقل يُرجع إليه لقراءة الحراك العام في المجتمعات، ولذلك يمكن القول هنا إنّ الإعلام الجديد جعل شرائح المجتمع المختلفة شريكةً في نقل الحدث وتحليله وبيان الموقف الشخصي منه بكل تجرّد وحيادية وخصوصية، حتى صارت السوشل ميديا عند جيل الشباب منافساً حقيقياً للإعلام الرسمي، ولا يعني هذا التقليل من أهمية الإعلام القديم وخطورته.
إنك اليوم وأنت متكئ على أريكتك في منزلك تشاهد الأحداث وتقرأ الأفعال وردودها عبر الشاشة أو تويتر أو الفيس بوك أو غيرها، تستطيع أن تكون مشاركاً في التأثير المجتمعي- ولو نسبياً - من خلال طرحك الرأي الشخصي المدروس المبني على البرهان والحجّة الصحيحة، خاصة حين يكون متابعوك كُثراً وتغريداتك مقروءة.
إنني من خلال المعايشة القصيرة لهذا العالم الافتراضي المفتوح، أجد لزاماً عليّ هنا أن أُذكر نفسي والقارئ الكريم بخطورة الحرف وأمانة الكلمة والصورة والتغريدة والحالة والسنابة حين يكون الأمر له صلة بالدين والوطن وولاة الأمر، ولذا يجب عليك وأنت تضع أصابعك على لوحة المفاتيح (الكيبورد) أن تستشعر أنك جنديٌّ في خندق المدافعين عن هذا الكيان العزيز والوطن الغالي المملكة العربية السعودية « عقيدة وقيادة وأرضاً وشعباً»، إذ إنّ أعداء الحرمين الشريفين يتربصون بنا من كل ناحية وبكل وسيلة وعند كل منعطف وحادث.
ولذا فإنّ المشاركة الدَّافعية في الهاشتاقات الموجهة ضد بلادنا، أو التي يُنشئها شبابنا الوطني المغرد بامتياز، والكتابة الصريحة الواضحة - في أي وسيلة إعلامية - التي يعلن مبدعها الدفاع عن وطننا المعطاء المملكة العربية السعودية والبراءة من التوجهات الفكرية المتطرفة المشبوهة، والجماعات السياسية المزروعة أمرٌ في غاية الأهمية هذه الأيام، ليصل صوت الوطن من خلالنا نحن على ضوء رؤية قيادتنا، وحسب ما يعتقد المواطن الصالح أنّ فيه مصلحة لأمننا الداخلي وعلاقاتنا الخارجية حالياً ومستقبلاً، وهذه ليست مسؤولية الساسة والمفكرين فحسب، بل يجب أن تكون همَّ الجميع، ويشارك فيه الكل من دعاة وإعلاميين ومثقفين وطلبة وطالبات، مع الشكر الجزيل لكل من غرَّد وكتب وتكلم استشعاراً منه للمسؤولية الشخصية، وإيماناً بأهمية الكلمة الوطنية الصادقة في حق قيادتنا ووطننا وشعبنا ومقدساتنا التي هي محل اعتزاز وفخر. حفظ الله عقيدتنا، وحرس قادتنا، وحمى بلادنا، ونصر جندنا، ووحّد صفنا، وجمع كلمة علمائنا ومثقفينا، ووقانا شرَّ من به شرُّ، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء والسلام.