محمد الخيبري
مكث الفريق الأول بنادي الهلال قرابة الشهر خارج الوطن، خاض خلال تلك الفترة منافسة بطولة كأس العالم للأندية التي أقيمت على الأراضي المغربية وحقق الهلال المركز الثاني وصيفاً للبطل العملاق الإسباني «ريال مدريد»..
وقدم فريق الهلال في هذه البطولة أروع الملاحم الكروية وحاز نجومه على الأفضلية وخالف الفريق الأزرق كل التوقعات نظراً لصعوبة المباريات التي خاضها بداية من المستضيف وبطل قارة إفريقيا «الوداد المغربي» مرورًا ببطل أمريكا الجنوبية فريق «فلامينقو» البرازيلي حتى اصطدم ببطل أوربا «ريال مدريد» الإسباني على نهائي كأس العالم للأندية..
وعطفاً على الظروف والمتغيرات التي عانى منها الهلال طوال الفترة الماضية من الموسم والتي كادت أن تعصف به وبآمال وطموح جماهيره، إلا أنه كان على قدر المسؤولية ولعب نجومه بهوية البطل وشخصية المنافس وقدم نفسه كممثل نموذجي لقارته ووطنه..
بعد نهاية البطولة العالمية عاد زعيمنا لأرض الوطن ليأخذ قليلاً من الراحة والتقاط الأنفاس قبل المغادرة سريعاً لدولة قطر الشقيقة ليبدأ مشواراً مرهقاً آخر لا يقل شراسة عن البطولة العالمية..
وعلى الرغم من أن الهلال سيلعب في الأدوار الإقصائية في بطولة دوري أبطال آسيا في «قطر» إلا أنه لم يكن مطالباً بهذه البطولة بأكثر مما قدم سابقاً نظراً للمجهودات الكبيرة التي قدمها نجومه طوالاً في ثلاث مواسم ماضية متتالية حققوا من خلالها إنجازات كبيرة..
ولكن إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم «FIFA» فوز المملكة العربية السعودية بتنظيم بطولة كأس العالم للأندية القادمة زاد من حجم المسؤولية على نجوم «وصيف بطل العالم»، وبات تحقيق بطولة دوري أبطال آسيا من أولى الأهداف لضمان اللعب ببطولة كأس أندية العالم كمنظم وبطل للقارة معاً..
وهذا ما عزم عليه نجوم الهلال على تحقيقه ليكتسحوا دوري أبطال آسيا ويتأهل الزعيم للنهائي للقاء «أوراوا ريد دايموند» الياباني مطلع شهر شوال المقبل..
مباراة نصف النهائي الآسيوي والتي حقق فيها الهلال نتيجة تاريخية أتخم فيها شباك «الدحيل القطري» بسباعية نظيفة لا تُمحى من الذاكرة تؤكد أن «لقب بطل أندية العالم» هدف رئيسي ومطمع حقيقي للهلال..
وفي حال خسارة الهلال للقب الآسيوي «لا سمح الله» سيكون لقب دوري «روشن» السعودي للمحترفين هدفاً أخيراً وأولوية حتمية للهلال ليضمن تمثيل بطولة أندية العالم كمنظم للبطولة بعد ضمان فريق أوراوا اللعب في البطولة أما كبطل للقارة أو وصيفاً للبطل والمنظم للبطولة معاً..
«أرسل هلالاً ولا توصه» عبارة جميلة وعميقة قالها أحد مذيعي البرامج الرياضية السعودية بكل تجرد وإتقان..
تلك الجملة والتي اختيرت مفرداتها بكل عناية لتجسد معانيها أبعاداً منطقية للعمل على تتويج الهلال على رأس هرم أندية العالم..
القادم من الأيام يحتاج زعيمنا العالمي لوقفة صادقة ودعم لوجستي ومادي ومعنوي رفيع المستوى من الجميع..
الهلال الذي سيحمل معه مسؤولية أندية آسيا والخليج والعرب والذي سيحمل معه أحلام وتطلعات جماهيره ومحبيه ومتابعيه بالعالم أجمع..
الهلال هو أفضل من حقق «بعض» أهداف رؤية المملكة 2030 وأول من طبق معايير الحوكمة وأجدر من استثمر رياضياً واجتماعياً وكان أولى بأن يكون أول أندية المملكة بالدعم وتذليل الصعاب له وفق اللوائح «والاستثناءات» القانونية المتاحة نظامياً..
قشعريرة
رسالة من القلب للجماهير الهلالية في منطقة ومدينة «الرياض»..
جميع جماهير الهلال في مناطق المملكة كافة «تحسدكم» على وجود الهلال بقربكم..
ومدرجات ملاعب الرياض وهي الأرض الرسمية للزعيم العالمي تشكو هجركم وقلة حضوركم..
فهل يستحق هذا العملاق الآسيوي العالمي منكم هذا «الجفاء»؟!.