علي الصحن
الهلال إلى نهائي القارة الآسيوية، خبر مكرر ولا جديد فيه، فهو الخامس في آخر تسع نسخ، ويتأهل كبير القارة إلى النهائي -الذي فاز به أربع مرات سابقة- وقد حقق قبلها بأسبوعين فقط وصافة أندية العالم بعد ريال مدريد، ويتأهل هذه المرة، وقد كبلته الظروف والإصابات والمنع عن التسجيل لفترتين، حتى ظن البعض أنه سيضن على جمهوره هذه المرة ولن يهديهم التأهل، وأنه سيغادر من الأدوار الإقصائية لبطولة القارة، وقبلها من بطولة العالم بهدوء، وتأهل هذه المرة وقد ردد من ردد أنه لا لن يحقق شيئاً وأن خسارته على يد مدربه السابق جارديم مسألة وقت، ثم قالوا إنه سيودع على يد فولاذ، قبل أن يضعوا الحمل على الدحيل، لكنه الهلال عراب بطولات القارة وكبيرها والخبير بأسرارها السابر لأغوارها بعد أن صقلته التجارب وشدت قواه محاولات لم تزرع اليأس بقدر ما صنعت البأس وزادت القوة، وجعلت الأزرق في القمة يختال وحيداً ثابتاً لا يتغير إلا منافسوه ومحاولو إسقاطه.
تأهل الهلال.. وعادت نفس النغمة: البطولة ضعيفة، والمنافسون عاديون، وغيرها من محاولات التبرير والتمرير التي شقت على نفسها وعلى من يصغي لها وهي تحاول أن تقلل من كل ما يحققه الهلال، لكن كل محاولة ترتد خائبة وتشهد للأزرق من جديد، ولعل في قول إن: الدوري السعودي أقوى من دوري أبطال آسيا في محاولة الإسقاط على مسيرة الزعيم دلالة على ذلك، حيث يرددونه للهروب من حقيقة فتصدهم حقيقة أقوى منها، وهي أنه وفي آخر (6) نسخ من الدوري حقق الهلال (5) ألقاب، وهكذا يتحدثون عن الضعف، فيشهدون بالقوة.
حقق الهلال وصافة العالم وبلغ النهائي القاري، وهزم كل شيء، هزم الظروف والنقص والإصابات والمنافسين .... والتوقعات، ولم يخسر في (6) مواجهات جمعته مع بطل إفريقيا وبطل أمريكا الجنوبية وبطل أوروبا وثلاثة من أقوى فرق القارة الآسيوية، وفي أقل من (22) يوماً سوى من ريال مدريد، في تأكيد على أنه مختلف في كل شيء وأنه بطل في كل الأحوال، وحاضر على الدوام.
شكراً للهلال والهلاليين، فقد نقشوا على الصخر مجداً تليداً لا تشوبه شائبة ولا تهزه ريح ولا تمسحه محاولات لم تتعلم من الأيام وعجزت أن تنضج مع كثرة التجارب، وظلت تدور في فلك التشكيك، حتى أصبحت معظم محاولاتها محل التندر والتعليق بعد أن تجاوزها الزمن.
شكراً لكبير القارة ووصيف الريال، وهنيئاً لمحبيك ودام سعدك وسعدهم.
- يقول أحدهم: لو خسر الهلال من فولاذ فسيمحو تاريخه في بطولات القارة.
- ويقول الآخر: بطولة آسيا ضعيفة لأن القرعة تجرى الساعة السابعة صباحاً.
- وتفرغ ثالث لمحاولات يائسة للتأكيد أن فريقه المفضل يقف والهلال كفرسي رهان.
- وهكذا تتعدد محاولات الإسقاط وفي النهاية يسقط أصحابها ويعلو شأن الهلال.