منذ صدور الأمر الملكي الكريم من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه - الناص على فصل وزارة الثقافة عن الإعلام لتصبح هناك وزارتين مختلفتين وكل وزارة منطلقة في فلكها الخاص وفضائها المعنية به.
حديثي هنا عن وزارة الثقافة وإشراقتها المؤسسية تسلّم دفة الوزارة أمير مثقف باحث ومطلع سمو الأمير بدر بن فرحان وزير الثقافة ورئيس مجلس إدارة الهيئات والمؤسسات والجمعيات الثقافية ويعاونه فريق عمل كفء ومتجانس معالي النائب والرؤساء التنفيذيين والمستشارين والمدراء العموم وأصحاب العطاء الثقافي والفكري والإبداعي.
إننا أمام وزارة حديثة في التأسيس الثقافي قديمة في التكريس الفكري بوصفه منتجاً خلاقاً موجوداً لدى أرباب الحرف وشداة القلم وسدنة المعرفة ومسرجي خيول الإبداع والحداثة.
الوزارة في تصوري من باب قرب المأخذ ويسر التناول وزارة عصرية ومعطاءة وولادة في مجالات الثقافة الكثيرة والفكر المتعدد والمعارف المنوعة الثقافة والأدب والترجمة والتراث والمكتبات والطهي والفنون والأزياء والمسرح والموسيقى والتصميم والفنون البصرية والأفلام.
وزارة انطلقت كأحد معالم رؤية المملكة العربية السعودية الثقافية 2030 الوطن الطموح والاقتصاد المزدهر والمجتمع الحيوي من أجل تحقيق أهداف وطنية ورؤى ثقافية ورسالة فكرية.
على أنها تغرس وتعزِّز الثقافة العربية عموماً والسعودية على وجه الخصوص في نفوس أبنائنا من الناشئة والأجيال الجديدة من خلال معايشة واقعهم والتفكير بما يعود عليهم بالنفع والفائدة وتثقيفهم وتوعيتهم وتأهيلهم وتوسيع مداركهم والتحليق بهم نحو آفاق أرحب في البناء والتعاون وترسيخ العمل المشترك والتواصل المثالي مع الجميع خدمة للوطن والمواطن.
فهي وسيله كشف الإبداع وبناء الهوية والشعور بالانتماء الثقافي، فلدينا ثقافة راسخة وقيم سامية وهوية متجذِّرة بعمق لا يستطيع أحد أن يزعزع أو يمحو أو يحرف هذه الهوية الرائدة عن مجالها.
وفي هذا الجانب نستذكر بفخر طريقة الربط الثقافية بالتراث والهوية عبر عام الخط العربي وعام القهوة السعودية وحالياً عام الشعر العربي وأعوام أخرى قادمة - بإذن الله تعالى.
وفي حال انتقالنا إلى المعطيات الثقافية على أرض الواقع والمكتسبات المحصلة والفوائد المجنية نجدها على سبيل المثال لا الحصر ماثلة في: صندوق التنمية الثقافي والمسرح الوطني ومجمع الملك سلمان للغة العربية وبرنامج الابتعاث الثقافي والفرقة الوطنية للموسيقى وبينالي الدرعية والجوائز الثقافية الوطنية ومعارض الكتاب ومهرجان الإبداع وتجمعات المثقفين ولقاءات المفكرين ومد جسور الصلة والتعاون مع كافة رواد الثقافة من الكبار ومحبيها من الصغار والمتحمسين للولوج إلى عالمها الكبير وفضائها المترامي.
وقد تشرَّفت بحضور العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية فوجدت حسن التنظيم وجودة الإبداع وأناقة الترتيب مع حسن اختيار المواقع وأفضل الموارد البشرية والطريقة التقنية الرائعة للعرض والشرح.
حتى بات الجميع يتسابق على الحضور والمشاركة والتفاعل مع هذه الوزارة المميزة وفق أنشطتها الثقافية والإبداعية حسب الأجندة الثقافية.
وزارة رائدة في مجالها تقفز إلى وثبات كبرى وضاءة تجعل الكل يرى الإبداع ويلمس الشغف ويتشارك مع الرقي الثقافي ويستشعر اكتمال البرامج والفعاليات ومخرجات جودة الحياة الثقافية.
إلى الوزير وفريق عمله: أنتم الرواد ونحن على درب الرواد نواصل لم تدخروا وسعاً في الزرع وعلينا قطف الثمرة، غاية ما أرجو التوفيق لكم وبلوغ المرام ونيل المراد في تحقيق الرؤية الثقافية ومتى حققنا شيئاً من ذلك كان رضى يسعدني أن أهديه للمجتمع الثقافي.
شكراً سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه - وسيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه.
فما يريده المواطن السعودي يجده في أحلى حله وأبهى صوره وأعظم نفع وأجمل طريقة.
حقاً الثقافة السعودية العمق العربي والإسلامي والتنافس العالمي بريادة وتأثير وإتقان.