سارا القرني
قبل أقل من شهرين انتهت فعاليات معرض جدة الدولي للكتاب.. والذي كان بحق عرساً ثقافياً دولياً شهد العديد من الفعاليات والأمسيات والندوات التي تكلمتُ عنها في مقال منفرد يخص المعرض آنذاك، وها هي المنطقة الشرقية على موعد مع عرس ثقافي جديد.
الطفرة الثقافية التي تلقى تشجيعاً ودعماً لا محدوداً من سمو سيدي ولي العهد وتترجمها وزارة الثقافة ممثلة في هيئة الأدب والنشر والترجمة.. واجهت تفاؤلاً كبيراً لدى جمع القراء ومرتادي المعارض ومحبي التجمعات الثقافية والمحافل الدولية في المملكة، ويفتتح المعرض أبوابه اليوم الخميس 2 مارس.. في إكسبو الظهران بالمنطقة الشرقية.
كلّ هذه المعلومات كوني شاعرة وروائية أتتبع أخبار الكتب وجدتها من تلقاء نفسي لا بإعلانات متلفزة أو حتى برسائل نصية من الهيئة أو بهاشتاقات يتحدث فيها محبو القراءة عن المعرض، وهذا هو صلب الموضوع.
قبل معرض الرياض الدولي للكتاب.. امتلأت فضاءات الانترنت بإعلانات لا تنتهي عن إقامة المعرض، ولكن عند إقامة معرض جدة لم نشاهد من الإعلانات إلا ما جاء على خجل، ومن ثم المنطقة الشرقية التي ربما لا يعرف عنه شيئاً إلا أهل المنطقة الشرقية وبعضٌ من عشاق القراءة.
قبل سنين.. كنت إذا سافرت إلى الرياض وجدت الشعارات التي تحمل إعلاناً عن إقامة معرض الرياض.. مثبتةً على أعمدة الإنارة من بداية طريق المطار وحتى معرض الكتاب وربما أبعد من ذلك، وكنا نتلقى المنشورات المطبوعة أحياناً عن تفاصيل المعرض، إلا أنّ هذا الزخم اختفى رغم عدم اختفاء القراء بل وازديادهم عاماً بعد عام.
في المهرجانات السياحية.. نجد الإعلانات تملأ شاشات التلفاز وبين كل جزء وجزء من البرامج والمسلسلات على مختلف القنوات، فهل معارض الكتب الدولية ليست جزءاً من السياحة؟ حيث إنّ الأعداد المليونية التي يصل لها مجموع الزوار في كل أيام المعرض لا تقلّ عن عدد السياح في بعض المناطق المعروفة، بل وأحياناً يكسر الرقم المسجل لنفس عدد الأيام، ففي موسم الرياض بلغ عدد الزوار حسب الإحصائيات المعلنة مليون زائر خلال الأسبوع الأول، وأعلن وزير الثقافة في تغريدة له أن عدد زوار معرض الرياض تخطى مليون زائر، وذلك خلال أيام المعرض التي لا تتعدى 10 أيام دائماً.
في الاحتفالات أو المواسم التي تخص كل منطقة نجد الرسائل النصية تتابع على هواتفنا المحمولة تشجيعاً وترويجاً وتذكيراً بكل حدث ترفيهي من شأنه الترويح عن الناس ودعم اقتصاد المملكة، وكم تفتقر معارضنا الدولية للكتاب هذا الزخم الإعلاني والترويجي، حيث إنّ القراءة ركيزة من ركائز التقدم والازدهار الثقافي والمعرفي والاقتصادي بالمملكة، ولا شكّ أن معارض الكتب تشهد الكثير من الفعاليات المصاحبة التي تناسب غير القارئين أيضاً.
أتمنى أن نجد اهتماماً أكبر من القائمين على المعارض الدولية، وهذا لا ينفي جهدهم المبذول في التنظيم والترتيب لهذه الفعاليات التي تعد واجهةً ثقافيةً عظيمةً للمملكة، لكنها بمزيد من الاهتمام الإعلامي ستكون خير سفير للتعريف بمدى التطور الثقافي الذي تشهده دولتنا، ومدى انفتاحها على العالم عبر بوابة الثقافة والمعرفة.