عبد العزيز الهدلق
كل ما فعله الهلال وهو مقيد وممنوع من التسجيل فترتين، يعجز اللسان عن وصفه. فقد حقق لقب وصيف بطل أندية العالم أمام ريال مدريد، ووصل لنهائي دوري أبطال آسيا. وقدم ملاحم كروية أمام الوداد بطل إفريقيا وفلامنجو بطل أمريكا الجنوبية. أما الملحمة الكبرى فقد كانت أمام نادي القرن الأوروبي ريال مدريد الذي واجهه الهلال مواجهة الند للند في مباراة تاريخية.
فلقد أضحى الجيل الهلالي الحالي متمرساً على خوض المباريات القارية والعالمية، واستطاع هذا الجيل كسر هيبة مواجهة الفرق العالمية، وأصبح يجاريها في النزال، ويتفوق عليها أحياناً. وعندما يكتسب الجيل الهلالي الحالي هذه الصفات فإن تناقلها بعدهم من جيل إلى جيل يصبح أمراً ميسوراً. بشرط عدم فجوة بين هذه الأجيال. وقد حظي الجيل الهلالي الحالي بكثير من الرعاية والاهتمام الإداري بتوفير كل المتطلبات التي تجعلهم يرتقون إلى مستوى التصنيف العالمي. وانعكس ذلك على المنتخب السعودي الذي استفاد من تميز اللاعب الهلالي بإشراك تسعة من عناصره في التشكيل الأساسي الذي هزم منتخب الأرجنتين في مونديال الدوحة 2022. وتنتظر هذه المجموعة الهلالية مواجهتي حسم أمام أوراوا الياباني بعد شهر رمضان المبارك لتحديد بطل القارة، ويحفز الهلاليون للفوز بهذا الكأس أنه سيمنحهم مجداً لا يستطيع أحداً بلوغه، وهو تحقيق بطولة أندية آسيا للمرة الثالثة في آخر أربع سنوات، إضافة إلى استحقاقهم تنظيم واستضافة بطولة أندية العالم هذا العام في الرياض. لتكون المشاركة العالمية الرابعة لكبير آسيا، وكلها إنجازات وأمجاد تحققت مع هذا الجيل الفريد. وإذا كتب الله سبحانه وتعالى للهلال واستضاف بطولة أندية العالم القادمة فستكون مشاركته مختلفة تماماً كون البطولة على أرضه وبين جماهيره، إضافة إلى كوكبة العناصر الأجنبية التي سيتم استقطابها في فترة التسجيل الصيفية القادمة، والتي ستدعم صفوفه بنوعية مختارة من الأسماء العالمية. ويملك الهلال إدارة واعية ومحترفة، وكذلك لاعبين كباراً من أصحاب الخبرة الذين يستشعرون أهمية المرحلة الآسيوية القادمة، وأنها ستكون فارقة في تاريخهم الشخصي، وتاريخ ناديهم، وتاريخ الرياضة السعودية.
زوايا
** العبقري رامون دياز قاد الهلال في كأس العالم للأندية، ثم الأدوار الآسيوية الاقصائية بفكر فني غير عادي. وحققت منجزات قياسية في وقت كان فريقه يعاني الغيابات والإصابات والمنع من التسجيل.
** هناك مثل شعبي يقول (إن رفعت في الشارب وإن طمنت في اللحية) ينطبق على من يحاول التقليل من قيمة دوري أبطال آسيا بقوله إن دورينا أقوى منه! فإن كانت البطولة الآسيوية قوية فالهلال بطلها، وإن كان الدوري السعودي هو الأقوى فالهلال هو بطل آخر ثلاث نسخ منه.!! هؤلاء في حيرة في التقليل من قيمة البطولات التي يحققها الهلال! وين ما طقوها عوجا.
** كل من يزعم أن دوري أبطال آسيا بطولة ضعيفة فهو يقلل من قيمة فريقه أولاً! فعندما يعجز فريقك عن تحقيق البطولة الضعيفة فلا شك أنه فريق كرتوني وهش.!
** أمام الدحيل ومنذ الدقيقة الأولى كان محور الهلال (كنو) يتواجد في منطقة جزاء الفريق القطري ويقفز كالغزال مستعرضاً مهاراته بإبهار صانعاً الهدف الأول!
** انتصارات وراء انتصارات والعلامة التجارية تكبر، والاستثمارات تتوسع، والموارد تنمو وتتضخم.
** دياز جعل من مباراتي الهلال أمام شباب الأهلي الإماراتي وفولاد الإيراني أشبه بالمباريات الإعدادية لمواجهة نصف النهائي، بغض النظر من يكون. فقد أراح النسر النيجيري إيغالو، وأشرك سلمان بشكل تدريجي. وكانا نجمي التأهل.
** التشكيلة التي لعب بها دياز أمام الدحيل القطري لم تخطر ببال أي هلالي، أو غيره. فقد فاجأ الجميع بتشكيل هجومي كاسح. كانت نتيجته سبعة أهداف نظيفة. وكان واضحاً قراءة دياز الدقيقة والسليمة لفريق الدحيل ومعرفة نقاط ضعفه والتي تمثلت في خط دفاعه فجهز لهم الهجوم الناري.