جولة خالد العيادة - «الجزيرة»:
وسط صرير معاصر الزيتون وقرع أصوات الأواني التراثية ونفحات النسخ النادرة لأعرق الصحف الخليجية والعربية، يبتهج قلب الزائر حين يلقي نظرة من هنا وهناك وسط ممرات وساحات مهرجان «عبق الماضي -4» المجاور لمحافظة الدرعية قلب المملكة النابض في شمال العاصمة الرياض والذي يتزامن مع مهرجانات واحتفالات مواسم الرياض هذا العام، فيزداد الزائر سروراً بمشاهد من الماضي الذي عاصره الآباء والأجداد بحياة البساطة والعيش البريء خلال عقود وسنوات ماضية.
عبدالله بن سالم القحطاني الرئيس التنفيذي المنظم للمهرجان والأخت حنان الدوسري أتاحا لعدسة ومحرر «الجزيرة» إلقاء نظرة وتسليط الضوء، على بعض مما جمع بين جمال الماضي وحضارة الحاضر وعلى مساحة 20.000 متر مربع تحتوي على 64 نشاطاً تراثياً.
ففي الجولة رصدت «الجزيرة» أكثر الأجنحة رواجاً جناح المقتنيات القديمة لتجد العديد من الأواني المنزلية التراثية، وأجهزة الهواتف التي استخدمت مع ثورة الاتصالات التقليدية، إلى الأسطوانات الصوتية، فالأشرطة الكاسيت والكاترج والفيديو، وبعض من العملات النقدية، والسيوف، والآلات العزف التقليدية التي عاصرها (زمن الطيبين)، إضافة إلى عرض خاص لصور ملوك المملكة العربية السعودية، ومن الصدف الجميلة أن نشاهد عرضاً لعدد من الصحف والجرائد الوطنية ومنها نسخة نادرة من صحيفة الجزيرة التي يعود تاريخ طباعتها إلى عشرات السنين، وقد ذكر المؤرخ راشد الحوطي المسوؤل عن هذا المعرض الذي يحوي على مقتنيات تراثية تجاوز عمرها الـ50 عاماً.
وفي دفة أخرى من ساحة «مهرجان عبق الماضي» انتقلنا إلى جناح الجوف الذي يحتوي على معصرة الزيتون، حيث تعمل ولأول مرة أداة عصر زيتون الجوف في مدينة الرياض، وفقاً لما ذكره لـ»الجزيرة» متعب العفر أبو عبدالله المسؤول عن جناح الجوف. مضيفاً بأن الجناح يحتوي على بعض المنتجات المنتجات الأخرى لمنطقة الجوف مثل حلوة الجوف، وزيت الزيتون ومشتقاته، فيما يحوي الجناح على بيت شعر لضيافة الزوار، حيث تقام فعاليات كالدحة والربابة وبعض من الفلكلور الشعبي.
ثم أكملنا الجولة إلى جناح «بيت نجد» لنشاهد مجموعة من مشاهد الكرم والضيافة القديمة من المقتنيات المنزلية وغرف تعليم القرآن الكريم (المطوعة)، إضافة إلى بعض من الأدوات التراثية مثل الجصة وهي مكان لتخزين التمور في المنازل على مدار العام، إضافة إلى عرض لغرف الملابس القديمة والأدوات الشخصية للمرأة قبل 50 عاماً، وفق ما ذكرته السيدة نورة الحميدي مشرفة الجناح والتي بذلت جهداً كبيراً لإخراج البيت النجدي ليبصح محاكياً للصورة الحقيقية قبل ما يزيد عن نصف قرن، وبما يعكس الحياة داخل بيوت الآباء والأجداد في الزمن الماضي.
كما يمتد نظر الزائر وقلبه شوقاً حين يجلس للراحة في مقهى اسمه «غوار» فيرتشق كوباً من الشاهي الأحمر والقهوة العربية الأصيلة مجاوراً للسيدات يعملن على صنع بعض المأكولات الخليجية الأصيلة كا اللقيمات والحلويات التي كانت تقوم بإعدادها أم تركي أمام الزوار بطريقتها الخاصة والمشوقة. في تنقلنا في جولتنا هذه مروراً بمتاجر بيع التمور الوطنية.