د.عبدالحفيظ عبدالرحيم محبوب
تتجه السعودية نحو المشاريع الواعدة بما يخدم تمكين القطاع الخاص وزيادة المحتوى المحلي والإسهام في تطوير المشاريع العقارية، وأحد أهم أهداف رؤية المملكة 2030 رفع مستوى جودة الحياة، لذلك يوفر المشروع تجربة فريدة للعيش والعمل والترفيه في محيط لا يتجاوز 15 دقيقة سيراً على الأقدام استنساخاً لمشروع نيوم مدينة الأحلام في مدينة الرياض لنقلها للعالمية ليصبح أكبر ( داون تاون ) في العالم جعله حديثاً عالمياً، لأنه يحتوي على متحف مبتكر وجامعة متخصصة في التقنية والتصميم ومسرحاً متكاملاً متعدد الاستخدامات، محتوياً على 104 آلاف وحدة سكنية و9 آلاف وحدة ضيافة ومساحات تجارية على 980 ألف متر مربع، سينتهي المشروع مع نهاية الرؤية 2030، ويأتي المشروع امتداداً للمشروعات العالمية التي تشهدها العاصمة الرياض.
بناء أيقونة المكعب ليجسد رمزاً حضارياً عالمياً للرياض، وليصبح أيقونة عالمية مبتكرة، ستمثل في المستقبل وجه الرياض، يضم أحدث التقنيات المبتكرة، وسيقدم من الداخل تجربة استثنائية عبر تقنيات رقمية وافتراضية والتصوير الهولوجرافي، ليعزز مكانة الرياض العاصمة، تحقيقاً لما أعلنه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من أنه عازم على جعل الرياض ضمن أكبر 10 اقتصادات في العالم.
أتى بناء هذا المعلم الحضاري والذي يستند اسمه إلى مشروع جديد سيغير وجه الرياض بما يتناسب مع ما تنطلق نحوه السعودية للعالمية لتحجز مقعدها بين الأمم، فكان الاستلهام من بناء قصر المربع عام 1936 ومن رمزيته التاريخية الخالدة، ونافذة على ماضي الرياض، ومشهد من ذاكرتها العريقة، يتجسد في جدران قصر المربع التاريخي الذي يقوم على مساحة 1680 متراً مربعاً، إذ أنها تفيض بذاكرة المكان، والأحداث التاريخية التي عاصرها، والمجد الذي صنعه على أرضه، الذي جاء في شكل مربع أيضاً مستلهماً ذلك من طبيعة المجتمع المحلي الذي يحافظ على خصوصية بناء المساكن المحلية منذ الأزل.
كان القصر شاهداً على استضافة كثير من قادة وزعماء العالم، وصدرت منه القرارات الحكومية في تكوين الدولة، وتستوحي الواجهة الخارجية للمكعب الجديد، طابع قصر المربع المبني على طراز العمارة النجدية، وفي وسط المربع برج يتم تصميمه بشكل مميز وفريد، وقصر المربع هو اليوم أحد أهم معالم الرياض التاريخية السياحية لاستكشاف الملامح التاريخية التي انعكست على أركان هذا القصر، بل ويخبئ للزائر تاريخاً يستحق الاستكشاف.
أتى إطلاق المشروع من قبل سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان عراب الرؤية بمناسبة الاحتفاء بيوم التأسيس يوم بدينا في 22 نوفمبر من كل سنة بمرور ثلاثة قرون، فخرنا إرث عظيم، وكل شعب السعودية على العهد باقون، فجاء الإعلان عن المشروع في 16/2/2023، ويقع المشروع على تقاطع طريقي الملك سلمان والملك خالد شمال غربي مدينة الرياض.
يتماشى تطوير منطقة الداون تاون مع مفهوم تلك المواقع التنموية على مستوى العالم، التي تسارع السعودية إلى تطبيقها، وهي تحتوي على أسواق ومطاعم وفنادق لتكون وجهة تفاعلية جاذبة للسياح القادمين إلى السعودية بهدف وصول السعودية إلى 100 مليون زائر سنوياً، لأنه يجد في هذا المشروع مزايا فريدة تعد الأولى من نوعها، حيث سيصبح أحد أكبر المعالم على مستوى العالم، بارتفاع يصل إلى 400 متر، وعرض 400 متر، وطول 400 متر، على مساحة تتجاوز 19 ألف كلم مربع، ومساحة طابقية تصل لأكثر من 25 مليون متر مربع، ويسهم الشكل الهندسي المميز في توفير المساحة اللازمة لاستيعاب تفاصيل المشروع والتقنيات الخاصة، ويضم أيضاً أكثر من 80 منطقة للعروض الحية والترفيهية، وسيقدم المشروع تجربة فريدة للعيش والعمل والترفيه في محيط لا يتجاوز 15 دقيقة سيراً على الأقدام، إلى جانب وسائل نقل داخلية، حيث يبعد عن المطار مسافة 20 دقيقة بالسيارة تقريباً، من أجل تحقيق هدف ودعم جهود السعودية في التنوع الاقتصادي وتوفير نحو 334 ألف فرصة عمل، ومساهمة محتملة في الناتج المحلي الغير نفطي بنحو 180 مليار ريال.