رمضان جريدي العنزي
الرجال الرجال لا يحكم عليهم من خلال هيئاتهم أو ملامحهم البدنية أو لبسهم أو (كشختهم)، أو طريقة مشيتهم وتحدثهم أو طريقة تناولهم الطعام، أو نوع مركباتهم، أو تصميم مجالسهم وبيوتهم، وعدد سفراتهم وأملاكهم وعقاراتهم، بل يحكم عليهم من خلال أعمالهم الوضاءة، وما يحملونه من قيم ومبادئ، وما يبذلونه من أجل الإنسان والحياة، وما يترجمونه من نبل في الواقع الحياتي، وما يمنحونه من تضحيات جسام من أجل سعادة الإنسان. إن الرجال الرجال لهم مواصفات جمالية رائعة، بالمواقف والأقوال والأفعال. إن الرجال الرجال لا يحبون النكوص والانتكاس والتقصير والفشل، أياديهم بيضاء، وألسنتهم نظيفة، وآراؤهم سديدة، ومشاركاتهم فعَّالة، لا يكذبون، ولا ينافقون، ولا يمارسون الرياء، ولا يهدرون أوقاتهم بالعبث، ولا ينزلون إلى السفوح الخربة، ما عندهم ادّعاءات ولا خدع، ولا يستسيغون البذاءة، بضاعتهم واضحة، وميزانهم عدل، ولا يعرفون التضليل والتجهيل، وأوراقهم لا تعرف الاحتراق، ولا يمتهنون البهت، خلقهم عال، وسلوكهم نظيف، مصدر للفيض والعطاء وقضاء الحوائج، مشاريع إنسانية واعدة تمشي على الأرض، يرفدون الفقير، ويواسون الضعيف، ويقضون الحوائج، ولا يهدأ لهم بال إذا لم يكونوا فاعلين جادين في مضامير النفع الاجتماعي والإنساني، يرسمون معالم المجتمع المتلاحم والمتآخي والمتكافل، يشعرون بالمسؤولية الملقاة على عواتقهم في جوانب الخدمة الاجتماعية والإنسانية، طيبون ناهضون، محبوبون عند الله وعند الناس، إنهم معادلة فريدة تحمل في طياتها أسرار الرقي الإنساني والحضاري، ولهم أسس راسخة في المحبة والألفة والتعاون والترابط المصيري الوثيق، إنهم شريحة مهمة ومميزة ولها عناوينها الفخمة، غنيون بثرواتهم الإنسانية، ومعادنهم النبيلة الثمينة، وأعمالهم الجليلة، ذلكم هم الرجال الرجال.