نحتفل هذه الأيام في المملكة العربية السعودية بذكرى التأسيس لوطننا الغالي الكبير.. مساحة وعزة وتأثيرًا، فهنيئًا لنا بهذا الوطن العظيم، ويوم التأسيس هو يوم مجد وفخر بالآباء وبالأجداد الذين قاتلوا وضحوا بأرواحهم من أجل وحدة الوطن ومن أجل عزته وكرامته.. كيف لا أفتخر بوطني الذي نحتفل بذكرى خطواته الأولى قبل 300 عام نحو الوحدة والاستقرار،
ولا غرابة في أن تحتفل كل دول العالم صغيرة كانت أو كبيرة باستقلالها أو توحيدها، فذلك يوم وطني تفتخر به الدول وتقيم له الاحتفالات والأفراح، ذاك أن الأمم تفخر بقيام كياناتها المستقلة، وإذا كانت أهمية هذه الدولة أو تلك تتحدد وفق موقعها ومكانتها الدينية أو الاقتصادية أو قوتها وتقدمها ومدى تأثيرها في محيطها أو في العالم أجمع، فإن المملكة العربية السعودية بقيادتها الحكيمة الواعية - على مر السنين - منذ تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود مروراً بموحد أجزائها الملك عبد العزيز -رحمهما الله- وحتى عصرنا الحاضر والزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز -حفظهما الله- تحظى بجميع هذه المعطيات من كل النواحي الدينية والاجتماعية والاقتصادية والتاريخية ومن ناحية موقعها الجغرافي وتأثيرها في محيطها العربي والإسلامي بل وحتى تأثيرها في القرار العالمي سياسيًا واقتصاديًا، ومن هنا فإننا نفخر بالمملكة العربية السعودية بموقعنا ومكانتنا بين دول العالم ما يجعل من يوم تأسيس هذا الكيان القوي والمتماسك فخرًا لكل مواطن سعودي بل ولكل عربي وإسلامي، حيث إن هذا الكيان هو محط أنظار الجميع لما حباه الله من مكانة دينية بوجود الحرمين الشريفين اللذين تهفو إليهما أفئدة المسلمين في بقاع العالم شرقه وغربه شماله وجنوبه، هذا عدا الموقع الجغرافي والقوة الاقتصادية التي مكنت المملكة من إنجاز داخلي فاق كل التوقعات والتصورات، وإنجاز خارجي جعل المملكة ذات كلمة مسموعة ومؤثرة
وموقف قوي عادل تجاه القضايا العالمية كافة، بل إلى جانب ذلك فهي سند قوي وكريم تجاه احتياجات العالم الاقتصادية والإنسانية، فمواقفها دائماً مشرفة تجاه الأحداث والكوارث التي وقعت أو تقع في أنحاء الكرة الأرضية، ومن هذا المنطلق فإن بلادنا بحكومتها الرشيدة ومواطنيها الأوفياء يحق لها أن تحتفل وتفخر بيوم التأسيس الذي أرسى قواعد قوية قام عليها بنيان قوي متماسك من الإنجاز والتطوير والتحديث والتنمية حيث تفوقت المملكة على دول كثيرة سبقتنا في مجال العلم والحداثة، وأصبحنا منافساً قوياً بل وأنموذجاً يحتذى به من قبل الكثير من دول العالم التي تحاول نقل وتقليد التجربة السعودية في مجال التنمية والحداثة والبناء. وفق الله وطننا وقيادتنا الرشيدة ومواطنينا لكل ما فيه خير بلادنا وخير الأمتين العربية الإسلامية والعالم أجمع.
** **
- د. جواهر العبد العال