د.عبدالعزيز بن سعود العمر
لا جدال أن لكل مجتمع -أي مجتمع- عاداته وقيمه ومعارفه وأفكاره، وفي المقابل للنظام التعليمي في ذلك المجتمع فلسفته وقيمه ومعارفه وثقافته. السؤال هو: هل توجد فجوة بين أهداف وقيم وتطلعات النظام التعليمي وأهداف وقيم وتطلعات المجتمع الذي يحتضن ذلك النظام التعليمي؟ من المؤكد أن المجتمع يتخلف بقدر ما تتسع الفجوة بين قيم النظام التعليمي وقيم مجتمعه. وتنتج هذه الفجوة غالباً إما بسبب تواضع إمكانات وقدرات مخططي التعليم، أو بسبب تدني الدعم السياسي للنظام التعليمي.
الواقع أن العلاقة بين المجتمع والمدرسة تبقى دائماً علاقة جدلية ملتهبة، شابها الكثير من الشد والجذب، بل شكلت هذه العلاقة مجالاً خصباً للحوار والمناقشات والبحوث المتعمقة بين المفكرين التربويين والمفكرين الاقتصاديين والاجتماعيين في مناحي الحياة كافة. لا جدال أن المدرسة تسبق المجتمع في مستوى المهنية والاحترافية المطلوبة لإحداث التغيير والتطوير المستهدف، وبالتالي فيجب أن يكون للمدرسة الكلمة العليا في إحداث التغيير والتطوير المجتمعي، لكن الذي حدث في وقت مضى يوضح أن مجموعة من النافذين اجتماعياً ممن يحملون ثقافة محلية معادية للتنوير والتحديث تولت قيادة المدرسة، وتحديداً فيما يتعلق بالمناهج والنشاط والمعلمين ومحتوى المكتبة، ولا أظن أنكم تحتاجون أن أوضح لكم إلى ماذا أفضى سيطرة هؤلاء على توجهات المدرسة وبرامجها. اليوم يجب أن نمنح المدرسة مساحة أوسع لتقود مجتمعها.